سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الهجرة غير الشرعية» صداع في رأس أوربا.. «الاتحاد الأوربي» يعقد قمة استثنائية لبحث المشكلة.. «لحو»: 270 ألف مهاجر سري في 2014.. «الحمد»: تدهور الأوضاع الأمنية في العالم العربي السبب
تتوالى حوادث غرق المهاجرين السريين المتجهين إلى أوربا عبر البحر المتوسط في مشهد درامي يدق ناقوس الخطر بشأن ظاهرة تتفاقم رغم كل الإجراءات التي تم اتخاذها للتصدي لها حتى الآن. مأساة جديدة مأساة أخرى تنضم لقائمة مآسي غرق المهاجرين السريين في عرض البحر المتوسط، فبعد فاجعة غرق نحو ألف مهاجر سري الأحد الماضي، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة يوم الإثنين أن سفينة تقل أكثر من 300 شخص غرقت في البحر المتوسط. ظاهرة غرق سفن وقوارب محملة بمئات المهاجرين السريين عرفت ارتفاعا كبيرا، بحسب الخبراء، منذ اندلاع أحداث الربيع العربي وتدهور الأوضاع الأمنية في بعض الدول التي شهدت ثورات. بينما تتلقى دول الاتحاد الأوربي اتهامات بتحملها مسئولية عدم إنقاذ من يغرقون قبالة سواحلها، يلقى باللوم في أحيان كثيرة أيضا على الدول العربية التي أصبحت مصدرة بشكل كبير لهؤلاء المهاجرين، فما هي مسئوليتها في تزايد الهجرة السرية وما الذي يمكنها القيام به؟ خطة أوربية أدى تزايد حوادث غرق المهاجرين السريين المتدفقين من ليبيا الغارقة في الفوضى، بالدول الأوربية إلى الاستنفار من أجل إيجاد سبل للتخفيف من هذه الهجرة، فقد قرر الاتحاد الأوربي الإثنين عقد قمة استثنائية يوم غدا الخميس من أجل مواجهة مأساة المهاجرين في البحر المتوسط بعد سلسلة من حوادث الغرق أوقعت مئات القتلى منذ مطلع العام. وقدمت المفوضية الأوربية خطة عمل من عشر نقاط لمواجهة تهريب المهاجرين وللحيلولة دون تعريض حياتهم للخطر لدى محاولتهم عبور البحر المتوسط نحو أوربا. وستناقش النقاط العشر خلال القمة الاستثنائية لقادة الاتحاد الأوربي المقررة الخميس في بروكسل. كما ستقدم المفوضية الأوربية "إستراتيجية" حول الهجرة واللجوء، حسب ما أعلن عنه مفوض الشئون الداخلية ديمتريس أفرامابولوس. عدد المهاجرين السريين ويقول المهدي لحلو الأستاذ في المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي بالرباط والخبير في قضايا الهجرة إن عدد المهاجرين السريين ارتفع بشكل كبير منذ اندلاع الربيع العربي ويضيف في حوار مع DW عربية "عددهم في العام 2014 وصل إلى 270 ألف مهاجر، مات منهم 3000 شخص، ومنذ مطلع العام الحالي توفي 1500 شخص حاولوا الهجرة بطرق سرية إلى أوربا". ويضيف الخبير المغربي أن 95 بالمائة من المهاجرين السريين عبر البحر المتوسط يأتون من ليبيا ويعود تزايد هذه الظاهرة بهذا الشكل إلى عاملين باعتقاده: هما الحرب الطاحنة في سوريا والوضع المضطرب في ليبيا. ويقول "هذه الظروف دفعت بأعداد هائلة من المهاجرين من سوريا ودول جنوب الصحراء في أفريقيا بالتوجه نحو ليبيا مستفيدين من غياب أي سلطة هناك". الوضع الأمني وعن مسئولية الدول العربية المصدرة لهذه الهجرة، في تزايد ضحايا غرق قوارب الهجرة السرية المتجهة نحو أوربا، يقول أمير الحمد وهو كاتب سوداني مقيم في برلين متخصص في قضايا الهجرة، إن الوضع الأمني في دول عربية هو الذي أدى إلى تزايد هذه الظاهرة، ويضيف أن هذه الدول تتحمل مسئولية تزايد الضحايا. ويوضح ذلك خلال مقابلة أجرتها معه DW عربية قائلا: "الدول العربية مستضعفة حاليا بسبب غياب الأمن فيها هذا العنصر هو الذي زعزع أوضاع الشباب في هذه الدول وجعلهم يحاولون الهجرة بكل الطرق والحل الأساسي للحد من هذه الظاهرة أو التخفيف منها هو العمل على استعادة الأمن ومحاربة البطالة وتعزيز دور الإعلام في دول الهجرة لتحسيس الشباب بخطورة هذا النوع من الهجرة ". مسئولية العرب وهو ما يتفق معه أيضا الخبير المغربي لحلو إذ يقول إن مسئولية الدول العربية في هذا الموضوع مطروحة في إعادة الأمن والسلم والاستقرار في سوريا وليبيا وباقي المناطق المشتعلة، وإلا فإن الظاهرة ستستمر، ويضيف "أقصد هنا مسئولية كل الدول العربية وليس فقط التي تصدر هؤلاء المهاجرين، على جامعة الدول العربية أن تلعب دورا أيضا وأن تتدخل الدول الغنية مثل دول الخليج لمساعدة هذه الدول، بحيث يكون بإمكان مواطنيها أن يعيشوا بأبسط شروط الحياة الكريمة والتعاون أيضا مع الاتحاد الأوربي من أجل خلق استقرار اقتصادي في دول جنوب الصحراء بأفريقيا، إذا لم تحل الأمور بطريقة جذرية تغير واقع هؤلاء في بلدانهم فلا يوجد حل لوقف هذه الظاهرة". ويقول لحلو إن الدول العربية يجب أن تدخل في نقاش مع الاتحاد الأوربي لإيجاد حلول حلول استباقية "لا يكفي الدور الأمني أو الاحتياطات، يجب تنظيم مؤتمر إقليمي يضم كل الأطراف المعنية بحل هذه الأزمة. ينبغي أن توفر لهؤلاء إمكانية عيش آمن وكريم في بلدانهم بحيث لا يحتاجون للهجرة". ويبدو الاتحاد الأوربي مستعدا لإعادة النظر في إعادة توزيع طلبات اللجوء على الدول ال28 الأعضاء فيه وليس فقط في إيطاليا واليونان وإسبانيا ومالطا وقبرص التي هي بوابات الدخول الأساسية إلى الاتحاد الأوربي. مسئولية مشتركة وكان الاتحاد الأوربي يبدي ترددا حتى الآن، إذ يخشى أن يؤدي تعزيز عمليات الإغاثة في البحر والالتزام باستقبال عدد أكبر من المهاجرين، إلى تدفق أعداد أكبر، وأعلنت المفوضية السامية لشئون اللاجئين أن 35 ألف لاجئ وصلوا على متن قوارب إلى جنوب أوربا منذ مطلع العام. ويأمل الأوربيون في تعاون مع الدول التي ينطلق منها المهاجرون والتي يمرون بها من أجل ضبط تدفقهم. كما يمارس الاتحاد الأوربي ضغوطا كبيرة من أجل تشكيل حكومة ائتلاف في ليبيا لوضع حد للفوضى المنتشرة في البلاد وذلك من أجل وقف تدفق المهاجرين الأفارقة واللاجئين السوريين انطلاقا من أراضيها. تزايد الحوادث ويقول الحمد إن المسئولية عن تزايد هذه الحوادث المأساوية تتقاسمها بالمناصفة دول الاتحاد الأوربي والدول المصدرة للمهاجرين، ويشرح ذلك قائلا "هي مسئولية مشتركة، الدول العربية مسئولة لأنها لم توفر حياة كريمة لهؤلاء المهاجرين في بلدانهم، والدول الأوربية لأنها لم تقدم حلولا واسعة لاستقبال هؤلاء المهاجرين، بل إن هناك من يغرقون في سواحل إيطاليا واليونان على مرأى خفر السواحل". من جهته يعتبر الخبير المغربي لحلو أن المسئول الأول عن ما يقع لهؤلاء المهاجرين هو الوضع في سوريا وليبيا بالإضافة إلى التخلف في دول جنوب الصحراء الأفريقي. "وأوربا لديها مسئولية فيما وصلت إليه هذه الدول الأفريقية من تخلف، وغياب تنمية وهو ما يجر عليها اليوم هذا الكم من المهاجرين السريين".