تعد جزيرة لامبيدوزا الإيطالية مركزا مهما لاستقبال اللاجئين والمهاجرين السريين القادمين من السواحل الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. فقبل أكثر من عام هزت كارثة إنسانية الرأي العام المحلي والعالمي، حيث راح ضحيتها عشرات اللاجئين، حينها عبر سكان الجزيرة عن خشيتهم من وقوع المزيد من الحوادث، لتظهر الأيام أنهم على حق في مخاوفهم. ويرجح أن يكون تحطم قارب كان ينقل في اليومين الماضيين لاجئين فوق مياه البحر المتوسط، قد تسبب في مقتل 400 شخص، حسب ما أفادت وكالة أنباء أنسا. ويكون هذا الحادث أسوأ كارثة يذهب ضحيتها لاجئون، منذ أكتوبر2013، حيث مات وقتها أكثر من 360 شخصا قبالة سواحل جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. وقبل أسابيع قليلة وصفت عمدة لامبيدوزا، جيوزي نيكوليني الأمر قائلة: "كل حطام سفينة جديد هو مأساة بالنسبة لنا ونحن نحزن لذلك". بدوره يتذكر كوستانتينو باراتا، وهو من سكان الجزيرة، كل تفاصيل ذلك اليوم المأساوي من أكتوبر2013، وهو اليوم الذي لاشك سيغير مجرى حياته بشكل كبير. يشرح ذلك بالقول: "لقد رأينا الكثير من الناس وسط المياه، وهم يصرخون طلبا للمساعدة، بدأنا ننقلهم إلى البر الواحد تلو الآخر، كانوا شبابا، عراة وأجسامهم كانت ملطخة بالوقود من الرأس إلى القدم". كما يتذكر كوستانتينو باراتا فتاةً اعتقد في البداية إنها ماتت، فرفعت فجأة يدها وبدأت تصرخ: "ساعدني، ساعدني".