"الحقيقة ظهرت لأنهم اختلفوا علي تقسيم الغنائم".. هكذا سيفهم الأمر كل من تابع مقال الإعلامي حمدي قنديل المنشور في الزميلة "المصري اليوم" 22 أكتوبر الجارى الذي كشف للجميع أنه "لا فرق بين ناصري وإخواني إلا بالصفقة" وأن "الضرورات تبيح التحالفات"، وأخيراً "عندما يختلف اللصوص تظهر الجريمة"، فالإعلامي القدير الذي لم يترك جلسة أو حلقة أو محادثة عابرة مع أي شخص دون أن يقول له: "والله هما عرضوا عليا وزارة الإعلام، وانا طبعا رفضت لأنهم عاوزين وزير علي مقاسهم"– والجمع هنا عائد علي قيادات الإخوان المسلمين-، كشف لنا في مقاله الذي حمل عنوان "أعلن اعتذاري عن مساندة الرئيس"- الذي يبدو أنه كتبه وهو يستمع لأغنية المطربة الراحلة وردة "حرمت أحبك"- أن الشارع المصري عاش كذبة كبيرة اسمها "الجبهة الوطنية" التي كانت مجرد غطاء لتقسيم الغنائم، و كل هذا سيتضح من قراءة الأسطر الأولي لمقال "قنديل"، أما النهاية فننصحك نحن أصحاب "الرأي وملعون أبوالرأي الآخر" بعدم قراءتها، فالمقدمة وما تلاها من أسطر قليلة سيجعلانك في غِني عن قراءة "ولولة قنديل" علي ما أضاعه من بين يديه، وأهدر من أجله تاريخا سياسيا جيدا إلي حد ما. "كانت جمعة الحساب حدا فاصلا".. هكذا بدأ الإعلامي القدير "إعلانه الاعتذار عن مساندة الرئيس"، وأكمل بقوله: "خرجت القوي المدنية يومها إلي ميدان التحرير تحاسب الرئيس علي وعود المائة يوم، وتعترض علي سياسات الحكم، خاصة فيما يتعلق بوضع الدستور، وزاد من الاحتقان مهرجان البراءة للجميع لكل المتهمين في موقعة الجمل". لاحظ أن "قنديل" بدأها بأحداث جمعة "كشف الحساب"، لكن لأن "الطبع يغلب التطبع" سرعان ما انزلق قلمه، وفضح كواليس تأسيس "الجبهة الوطنية" التي أعُلن عن تأسيسها قبل أيام قليلة من جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التي انتهت بفوز المرشح الذي كانت تدعمه "الجبهة"– وقتها– وهو الدكتور محمد مرسي، ف"قنديل" دخل في "وصلة ندم وصراحة من النوع الثقيل"، وكتب قائلاً: "أظن أنه آن الأوان لكشف بعض– قال بعض ولم يقل كل– ما كان خافيا في الكواليس، الجبهة في واقع الأمر لم تكن جبهة سوي في أيام الرئاسة الأولي، وقتها اجتمع بها الرئيس وغمرها الحماس، فأخذت تقدم مقترحات تلو الأخري للرئاسة، بعد ذلك انقطعت كل مسالك الاتصالات حتي أننا بعد شهر فقط من تولي الدكتور "مرسي" منصبه عقدنا مؤتمراً صحفيا في 28 يوليو نعلن فيه احتجاجنا". "قنديل" استكمل– بينه وبين نفس – ترديد مقاطع أغنية "حرمت أحبك" المهداة منه للرئيس "مرسي"، وكتب قائلاً: "لم تعلن الجبهة رسميا فض الشراكة، وعاد الأمل يراودها– بعد أن أنهي الرئيس الحكم العسكري يوم 12 أغسطس– في أن يتحرر من القيود ويصحح الأوضاع، إلا أن شيئا من هذا لم يحدث، حتي بعد أن عين الرئيس فريق مساعديه ومستشاريه اتضح أنهم بلا مسئوليات محددوة.