أخونة وزارة الأوقاف.. عفيفى يقرر تشكيل مجالس إدارات للمساجد.. البسطويسى: مخطط لإقصاء أصحاب الفكر الوسطى.. هندى: قرار لإنهاء الدعوة فى مصر.. عبد العظيم: محاولة لبسط سيطرة الإخوان

يبدو أن الدكتور طلعت عفيفى، وزير الأوقاف، أخذ على عاتقه أن يفاجأ أئمة وخطباء وزارته بقراراته التى تصب فى مصلحة جماعة الإخوان المسلمين بحسب هؤلاء الأئمة، وكانت آخر قرارات الوزير أنه سيصدر لائحة خلال الأيام القليلة المقبلة، تحدد قواعد وأساليب تشكيل مجالس إدارات للمساجد، للقيام على شئون الصيانة، ويتم انتخابهم من رواد المسجد.
وفى هذا الصدد أكد مصدر بوزارة الأوقاف، أن لائحة انتخاب مجلس إدارات المساجد، ستتشكل من رئيس مجلس إدارة يتم انتخابه عن طريق رواد المسجد، وبعضوية إمام وخطيب المسجد، ووكيل المديرية التابع لها ويكون مجلس الإدارة معنيًا بنظافة المسجد وصيانته وتنظيم مؤائد الرحمن وذلك من أموال التبرعات.
وأضاف أنه من المرجح أن تكون مدة إدارات المساجد 3 سنوات، ويتقدم الراغبون فى ترشيح أنفسهم للانتخابات بإشراف مديرية الأوقاف بكل محافظة.
فيما ندد الشيخ محمد البسطويسى، نقيب الدعاة ورئيس النقابة المستقلة للدعاة والأئمة، باللائحة الجديدة لانتخابات مجالس إدارات المساجد، التى أعلنت عن إصدارها وزارة الأوقاف.
وقال البسطويسى، إن وزير الأوقاف يحاول أن يبسط سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على الدعوة فى مصر، وأكد أن جهاز أمن الدولة المنحل كان عائقًا أمام تحقيق النهضة الدعوية، وهو نفس الدور الذى تلعبه جماعة الإخوان المسلمين، موضحًا أن هناك مخططًا لإقصاء أصحاب الفكر الوسطى.
ومن جانبه، قال عبد الغنى هندى، منسق حركة استقلال الأزهر، أن الهدف من إعادة الدكتور طلعت عفيفى، وزيرالأوقاف، تشكيل مجلس إدارة للمساجد، هو وضع أموال صناديق النذور والزكاة تحت سيطرة جماعة الإخوان المسلمين.
وأضاف هندى أن عفيفى ينهى مستقبل الدعوة فى مصر عن طريق الخدمات التى يقدّمها إلى جماعة الإخوان المسلمين، مطالبًا الدعاة بالتصدى لقرار الوزير.
وعلى جانب آخر أشاد الدكتور فؤاد عبدالعظيم، مستشار الدكتور طلعت عفيفى سابقًا، بقرار وزير الأوقاف بإعادة تشكيل مجلس إدارة للمساجد، بحجة أن الوزارة لا تستطيع أن تبسط سيطرتها على جميع المساجد، خاصة فيما يتعلق بالنظافة والصيانة.
وقال عبدالعظيم، إن مجالس الإدارات معنية فقط بصيانة المسجد، وليس لها علاقة بالتدخل فى المحتوى الدعوى للخطبة، فيما أعرب عن خوفه من سعى بعض الجماعات السياسية للسيطرة على مجالس إدارات المساجد.
وفى هذا الصدد أعرب الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، عن تخوفه من سيطرة من وصفهم ب"المتشددين" على مساجد وزارة الأوقاف، وتدميرهم للدعوة فى مصر، مشيرًا إلى أن غالبية رواد المسجد ليسوا من خريجى الأزهر، ولا يفقهون الشريعة الإسلامية أو أصول الدين والدعوة، فكيف سيتولون إدارة المساجد؟
وأضاف أن جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين سيعملون على بسط سيطرتهم على المساجد، وأن هذا الصراع سيتحول إلى فوضى تسىء للإسلام، مطالبا وزارة الأوقاف بإسناد هذا الدور إلى مديرياتها بالمحافظات.
كما نفى الدكتور سلامة عبد القوى، المستشار الإعلامى للدكتور طلعت عفيفى وزير الأوقاف، أن يكون الهدف من إنشاء لائحة لتنظيم مجالس إدارات للمساجد السعى إلى "أخونة الوزارة".
وأشار عبد القوى، إلى أن اللائحة لم تصدر بعد وإنما سيكون الهدف منها أن يتم انتخاب شخص من رواد المسجد للإشراف على نظافة وصيانة المسجد، ورفع ما يحتاجه المسجد إلى رئيس الإدارة المنتخب، والذى بدوره سيتواصل مع إمام المسجد.