[email protected] لم يحتاج أمراء المؤمنين فى دولة الخلافة إلى بيع صكوك الغفران كما حدث فى أوروبا بعد ذلك، فقد كان لديهم من الفئ والغنائم والجزية ما يكفى لكى يعيشوا على طريقة ألف ليلة وليلة فهارون الرشيد مثلا كان يمتلك ألفى جارية والخليفة المتوكل أربعة آلاف جارية ووطئهم جميعا كما قال بن كثير!!، ونصح الخليفة عبد الملك بن مروان الرعية بقوله إذا اردت جارية للتلذذ فعلك ببربرية وإذا اردتها للولد فعليك بالفارسية وإذا اردتها للخدمة فعليك بالرومية، واضح عمق الخبرة لدى أمير المؤمنين فقد اكتشف جاذبية المغربيات منذ قرون طويلة!. ولكن سيادة الرئيس مرسى فاجأ الجميع فى خطابه بجامعة اسيوط وعرض نوعا محددامن صكوك الغفران يطهر من الفساد،وأوضح سيادته أن هذا النوع من صكوك الغفران موجه إلى الفاسدين الذين يريدون أن يتوبوا إلى الله،وأن الله غفور رحيم وسوف يغفر لهم إذا وضعوا هذه الاموال الفاسدة فى الحساب رقم 333-333 فى البنك المركزى لتمويل مشروع النهضة، ولكن سيادته استطرد قائلا: إن هذه التوبة وهذه الأموال لن تعفى من العقاب الدنيوى،أى أنها فقط صكوك غفران للجنة وليست للأرض!!. وعند سؤال البنك المركزى عن هذا الحساب قال مسئول به :إنهم ليس لديهم علم بهذا الحساب ولا إلى أين سيوجه؟ ورد مسئول من رئاسة الجمهورية كما قرأت فى إحدى الصحف :إن هذا الحساب السرى سيكون خاصا برئاسة الجمهورية ولن يطلع عليه البنك المركزى!.. إذا أحسنا النية فى تحليل هذا الخبر العجيب والغريب فإننا نبشر سيادة الرئيس بأنه لن يتبرع له فرد واحد فى هذا الحساب لكى يفضح نفسه ويعلن عن لصوصيته وفى نفس الوقت لن يحصل إلا على صك وهمى من سيادة الرئيس يطهره من خطيئة الفساد يوم القيامة. ولكن إذا استخدمنا العقل بعض الشئ فإننا نقول :إن هذا العرض هو للتصالح مع الفاسدين مقابل إعفائهم من المطاردة القانونية،وإن صفقات هذا التصالح لن تتم أمام النائب العام ولكنها ستكون حكرا على الاخوان،وإن الاموال الطائلة التى تتوقع أن تأتى من هذا التصالح ستصب فى الاستثمارات الإخوانية الكبيرة الموجودة حاليا، بهذا يكون للخبر معنى منطقى ومقبول، وأظن أن رجال الأعمال المتورطين فى قضايا فساد فهموا الرسالة جيدا وهم لا يحتاجون إلى صكوك غفران إخوانية للآخرة ولكن هم يحتاجونها للدنيا، فمن حسن الحظ أن الله لا يطالب التائب إلا بالتوبة النصوح وأنه وحده الذى يغفر الخطايا جميعا وليست قضايا الفساد فقط، وأن الله أقرب للإنسان من أى شئ آخر ولا يحتاج لوساطة بينه وبين الإنسان بل عند الله باب التوبة مفتوح دائما والله يفرح بتوبة عباده التائبين بدون وساطة إخوانية أو سلفية.