الإسلاميون والمجلس العسكرى يريدون رئيساً توافقياً و«العسكري» فشل فى إدارة ملف الأمن والقضاء على البلطجية، والوضع الحالى فى مصر «فوضي» كما أن مأساة قناة السويس لا تزال قائمة، فالفريق «فاضل» حبيب المشير، ومحاكمة مبارك مثل مباراة الأهلى والزمالك، لا أحد يعرف النتيجة حتى إطلاق الحكم صافرته، ولن أعطى صوتى لأى من مرشحى الرئاسة فهم يصيبوننى بالجنون، كما أن مبادرة الشيخ محمد حسان «دعاية» وقضايا أخرى تحدث فيها د. عبد المنعم عمارة، وزير الشباب الأسبق فى هذا الحوار ل«فيتو»... كيف ترى الأوضاع الحالية فى مصر؟ - أتعاطف تماماً مع شباب الثورة الذين أشبههم بالطليعة الثورية لعبد الناصر الذين قاموا بثورة 2591، ودعمى لهم بلا حدود بعد أن حققوا المعجزة، لكن مصر الآن فى وضع لا تحسد عليه، واعتبر العام الذى مر بعد الثورة عاماً ضائعاً على مصر والمصريين ولن تتقدم مصر إلا بالديمقراطية. كيف تقيم أداء مبارك وكيف ترى محاكمته؟ - أداؤه السياسى كان سيئاً للغاية، خصوصاً فى العشر سنوات الأخيرة من حكمه، ورحيل مبارك عن السلطة أفقده الاتصال بأى فرد، أنت تحدثنى عن رجل «نايم تعبان خايف قلقان زعلان.. هيخرب إزاي» مبارك كان فى فترة التسعينيات رئيساً جيداً، والسلطة وحاشيته أفسدوه، فقد كنت أجلس إلى مائدة وكان يجلس معى كبار القوم، كانوا لا يتحدثون إلا إذا ابتسم مبارك، هو يختلف عن السادات الذى كان يقول: «أنا رجل فلاح كنت باركب الحمار وأنا رايح المدرسة»، وكان احساس مبارك عالياً بمحدودى الدخل فى بداية سنوات حكمه، لكنه «طلع فى العليوي» .. رئيس دولة وأرضيات رخام وسفر لأمريكا وفرنسا وإيطاليا وأكل وشرب.. كل ذلك جعل حاشيته يفسدونه، كان لا يرضى عن أشياء لكنه كان يوافق فى النهاية. هناك من تعاطف عندما رأى مبارك فى قفص المحكمة، ومن يقول بأن الرئيس الجديد هو الذى قام بتأخير الحكم، ليعفو عنه، فالرئيس الجديد إذا فكر فى هذا «هياخذ بالجزمة»، فلا أحد يقدر على الشعب المصرى الذى أسقط مبارك بنظامه وقلت مراراً إن محاكمة مبارك باطلة، فكان يجب محاكمة مبارك وأعوانه بتهم الفساد السياسى وليس الجنائي، فهل تتم محاكمة رئيس جمهورية بسبب فيلا؟ «إيه الهيافة دي.. وتيجى نهاجمه على موقعة الجمل.. إذن من المسئول عن أحداث ماسبيرو ومحمد محمود وغيرها».. أنا كنت ضد مبارك ونظامه، وهاجمت نظيف لأنه أتى بوزراء ضعفاء مثله. وللعلم فأنا متعاطف مع مبارك الإنسان وليس الرئيس السابق، ومتعاطف جداً مع علاء مبارك، فهو إنسان خدوم وذو أخلاق عالية، على عكس جمال تماماً، وعندما كنت أؤدى العمرة التقيت الشيخ محمد جبريل فقال لي: «لقد كنت أختم القرآن مع علاء فى رمضان كل سنة»، لماذا تتم محاكمة علاء بتهمة قتل المتظاهرين وهو بعيد عن السياسة، أما جمال فهو سبب الكوارث لوالده ولأسرته، لكنه تسبب فى الخير لمصر باندلاع ثورة 52 يناير. وماذا عن قناة السويس والفريق فاضل؟ - قناة السويس مأساة قديمة، والفريق فاضل «حبيب» المشير. وماذا عن ثروتك الشخصية؟ - أعيش بإيجار فى شقة مفروشة، والجميع يعلمون جيداً أننى «أنظف واحد» ولا يستطيع أحد أن يمس سمعتي. وكيف ترى عودة الجنزورى لرئاسة مجلس الوزراء؟ - هناك خلافات قديمة بيننا، ولا أحب انتقاده، عندما كنت وزيراً للشباب كنت أدعوه لحضور معسكرات الشباب، فكان يرد: «ماليش دعوة بيهم.. اقعد إنت معاهم»، هناك فرق كبير بينه وبين الشباب. لمن تعطى صوتك من مرشحى الرئاسة؟ - مرشحو الرئاسة محتملون حتى الآن، هم «هيجننوني» كل منهم لا يعرف مهامه، هل ستكون الدولة برلمانية أم رئاسية، هم طامعون فى كرسى عبد الناصر والسادات فقط، كنت أؤيد البرادعي، وعمرو موسى «عمرى ما شفته بيصلى وهو معانا فى الوزارة» والمرشحون الإسلاميون يتحدث كل منهم بلهجة «أنا اللى ها اكسب» ولن أعطى صوتى لأى أحد من هؤلاء، والإخوان أعلنوا أنهم لن يؤيدوا مرشحاً إسلامياً، سيدعمون من له خلفية إسلامية، والإخوان ينظرون إلى الحكم ب«عين فى الجنة وعين فى النار» بسبب أزمة الثقة بين الحكام والشعوب، هم خائفون من الحكم حتى لا يخسروا شعبيتهم لكن أعجبتنى مقولة لأحد الكتاب يقول فيها «هاتوا الشيخ بديع وريحونا». نحن فى حاجة لرئيس قوي، للنظام الرئاسي، فالمجلس العسكرى بكل قوته وإمكاناته لم ينجح فى القضاء على الانفلات الأمني، لقد أقنع الإخوان المجلس العسكرى بأنهم الأقوى فى مصر، فحصدوا أغلبية البرلمان، لكن المجلس العسكرى والإسلاميين يريدون رئيسا توافقياً «طرطور» ومواصفاته هي: مطيع وخانع ومستكين. وكيف يمكن اصلاح الوضع الحالي؟ - هذا التوقيت كان فى حاجة لوجود المشير أبو غزالة، كنت أعرفه جيداً، كان ملهماً وجريئاً، كان يهاجم مبارك فى اجتماع مجلس الوزراء، نحن فى حاجة لرجل قوى يعيد الأمن والاستقرار لمصر، الأوضاع الآن لا تحتمل الفوضي، فالشرطة منهكة ووزير الداخلية لابد أن يرحل، وأعرف ضباط شرطة يذهبون لعملهم بالملابس المدنية ويضعون السلاح والكارنيه فى «شنطة» السيارة، مثل الممثل الكوميدى حينما يؤدى دور «واحدة ست».