«فيتو» انطلقت مع قافلة «فك الحصار» عن بورسعيد، وانطلقت أنا لأبحث عن أسرار المذبحة، والتقيت برموز مقاومة المدينة الباسلة فى حروب 65، 76، 37، لأكتشف براءة أهالى بورسعيد من المذبحة، لأنقل للقراء ثلاثة مشاهد. المشهد الأول رجل حفر الزمن على وجهه علامات غائرة، كفيف البصر، يستند إلى دبابة إسرائيلية غنمتها مصر فى حرب 6591، عرفته بنفسى، وطلب أن يكون اللقاء فى مقهى «سمارة»، فور اقترابنا من المقهى انتفض الجميع قائلين «البطل وصل»، إنه الفدائى محمدمهران، قال: عندما حدث العدوان الثلاثى على مصر كنت مكلفا - كقائد سرية - بالدفاع عن مطار بورسعيد، وبدأت الغارات الجوية المكثفة أعقبها إنذار «بريطانى - فرنسى» للقوات المصرية بالانسحاب مسافة 01 كيلو مترات بهدف احتلال قناة السويس، مصر رفضت الإنذار، واستمر القصف الجوى، وتحول شعب بورسعيد إلى فدائيين، وقامت القوات البريطانية بعملية إبرار جوى بمظليين، كنا ندافع عن مطار «الجميل»، قتلنا الكثيرين من جنود المظلات، ثم ألقت القوات البريطانية بدفعة مظليين أخرى أكثر عددا، قتلنا منهم الكثيرين، لكنهم نجحوا فى إصابتى بطلق نارى فى رأسى، ألقوا القبض على، وتمكنوا من احتلال المنطقة والمطار الغربى، وحاول البريطانيون استجوابى فكان ردى ما أعرفش وكنت قد تمكنت من إصابة ضابط بريطانى، فى عينه، فقرروا اقتلاع عينى، ونقلونى بطائرة إلى مطار «لارناكا»، ظلوا يعذبوننى لانتزاع أى اعتراف فلم يفلحوا، وأخيرا قلت لهم «أنا مستعد أقول اللى أنتم عاوزينه» فتوقفوا عن التعذيب، وجاء الطبيب بجهاز تسجيل، وقال : نحن الآن فى قبرص، ومعنا الشاب المصرى محمد مهران ليتحدث عن السياسة الفاشلة فى مصر وعن الاستقبال الأسطورى للقوات البريطانية، وأشار إلى ألا أتحدث، فقلت: من هنا أدعو الله بالنصر لقادتنا المصريين .. تحيا مصر .. يعيش جمال عبد الناصر. أغلق الطبيب جهاز التسجيل و«لعن أبى وأبو عبد الناصر»، وتوجه بى إلى غرفة العمليات وقام باقتلاع عينى، وقام صحفى سورى بنقل ما حدث للصحف السورية، فعلم كمال الدين رفعت - أحد الضباط الأحرار، قائد المقاومة ببورسعيد - وتمكن من اختطافى من قبرص، وإعادتى لمصر، وقام بنقلى إلى المستشفى العسكرى، وفوجئت بالرئيس جمال عبدالناصر يزورنى، وجلس بجوارى وقصصت له ما حدث، فقال:«سرقوا عين شبابنا، عار بريطانيا فى عيون البطل مهران». مهران مواصلا حديثه ل«فيتو»: المصريون جميعا يعلمون أن بورسعيد هى أرض الأبطال، لقد قاتلوا القوات البريطانية وأجبروهما على الرحيل، والآن يتهمنا المصريون بأننا قتلة ومجرمون، لقد ظللت أبكى طوال ليلة حادث استاد بورسعيد، خصوصا أن عددا من الإعلاميين المأجورين ظلوا ينهشون فى لحم أهالى بورسعيد، وهم لا يعلمون أن بكل بيت بورسعيدى شهيدا، نحن نزرع فى أبنائنا مقولة خالدة «دم المصرى على المصرى حرام»، وأقسم بالله لو علمت الفاعل لقتلته. المشهد الثانى موظف سابق بالإدارة الصحية ببورسعيد - طلب عدم ذكر اسمه - يكشف عن معلومات غاية في الخطورة، قائلا: ما حدث كان مخططا له، ومديرية أمن بورسعيد أشرفت على تنفيذه، فقد كان اللواء عصام سمك مريضا ويسافر إلى القاهرة لتلقى العلاج، ويوم الحادث قامت قيادات من أمن بورسعيد بتخدير اللواء عصام سمك وتجهيز مجموعات لإثارة الفوضى لإظهار اللواء «سمك» على أنه فاشل أمنيا، وكان المخطط هو نزول الجماهير إلى أرض الملعب فى حالة هزيمة فريق المصرى، وبعد رفع جماهير الأهلى لافتة «بورسعيد بلد البالة مفيهاش رجالة»، علمت القيادات الأمنية أن المجزرة على وشك الحدوث، فقام البلطجية بتنفيذ المخطط، وتم قتل أكثر من 021 وليس 47، وتم تهديد موظفى الصحة بعدم الحديث عن العدد الحقيقى للقتلى، وكان البلطجية يقومون فور قتل الشخص بسرقة هاتفه وأمواله، فوصلت الجثث إلى المشرحة بلا إثبات شخصية، وهناك شخصية قيادية بمديرية الأمن يعلم جميع أسماء البلطجية، وهم الآن يقومون باختطاف المواطنين من الشوارع وطلب فدية، والشرطة هى التى تتفاوض على قيمة الفدية. المشهد الثالث أسامة أبوالنجا - عضو مجلس إدارة النادى المصرى السابق - يؤكد: شوبير وشلبى وعلاء صادق هم أعلام الفتنة، وشعب بورسعيد لن يتركهم، وقد حرمنا عليهم دخول بورسعيد إلى يوم القيامة، مشيرا إلى أن شوبير صديق جمال مبارك، وهو ينفذ مخططاته لنشر الفوضى، مستدركا: من يقرأ التاريخ يتيقن أن بمديرية أمن بورسعيد تشكيلا عصابيا يقوم بالتخطيط للمؤامرات وتلفيق القضايا وبيعها، والمباحث صاحبة اليد العليا في تدبير وتنفيذ الجريمة.