فيروس الإيبولا المعروف سابقًا باسم حمى الإيبولا النزفية، هو مرض وخيم يصيب الإنسان وغالبًا ما يكون قاتلًا، ينتقل الفيروس إلى الإنسان من الحيوانات البرية وينتشر بين صفوف التجمعات البشرية.. هناك عده إحصائيات تؤكد أن معدل الوفيات لحالات الإصابة بفيروس الإيبولا تخطت حاجز ال 50% تقريبًا في المتوسط، لأن هذا الفيروس يودي بحياة الفرد في أغلب الأحيان إن لم يتلقى العلاج الفوري وبالطرق الآمنة المتبعة له.. وقد ظهر فيروس الإيبولا لأول مرة عام 1976 في إطار فاشيتين اثنتين اندلعتا في آن معًا، إحداهما في نزارا بالسودان والأخرى في يامبوكو بجمهورية الكونغو الديمقراطية، التي اندلعت في قرية تقع على مقربة من نهر إيبولا الذي اكتسب المرض اسمه منه.. وقد اندلعت أولى فاشيات المرض في القرى النائية الواقعة بأفريقيا الوسطى قرب الغابات الاستوائية الماطرة، على أن فاشياته التي اندلعت مؤخرًا في غرب أفريقيا ضربت مناطق حضرية كبرى وأخرى ريفية، ولأن الإيبولا مرض فيروسي حاد فإن أعراضه مثله فهي تسبب الحمى والوهن وآلام في العضلات، والصداع والتهاب الحلق، ومن ثم التقيؤ والإسهال وظهور طفح جلدي واختلال في وظائف الكلى والكبد، وقد تتطور الأعراض إلى نزيف داخلي. وتظهر النتائج المختبرية انخفاضا في عدد كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية وارتفاعا في معدلات إفراز الكبد للأنزيمات، وتتراوح فترة حضانة المرض، الممتدة من لحظة الإصابة بعدواه إلى بداية ظهور أعراضه، بين يومين اثنين و21 يوما. وعند محاولتهم تشخيص الإيبولا يتوجه الأطباء خصوصا إلى التفريق بينه وبين أمراض أخرى لها أعراض متقاربة، مثل الملاريا وحمى التيفوئيد والكوليرا والطاعون والتهاب السحايا والالتهاب الكبدي وعدد آخر غيرها من أنواع الحمى النزفية الفيروسية. ولا يمكن تشخيص حالات الإصابة بعدوى فيروس الإيبولا تشخيصا نهائيا إلا في المختبر، وذلك بإجراء عدد من الاختبارات المختلفة. وتنطوي الاختبارات التي تُجرى للعينات المأخوذة من المرضى على مخاطر بيولوجية جسيمة، وينبغي أن يُقصر إجراؤها على تأمين ظروف قصوى للعزل البيولوجي. تحتاج الحالات المرضية الشديدة إلى توفير رعاية مكثفة للمرضى المصابين بالجفاف في الجسم، مما يتطلب تزويدهم بالسوائل بالحقن الوريدي أو عن طريق الفم باستخدام محاليل تحتوي على الكهارل «السوائل الإلكتروليتية التي توفر آيونات المعادن التي فقدها الجسم». ولا يوجد حتى الآن علاج أو لقاح محدد للإيبولا. وقد أظهرت العلاجات بالأدوية الجديدة نتائج واعدة في الدراسات المختبرية، ولكن قد يستغرق الأمر عدة سنوات قبل الحصول على أي منها. كما توصي منظمة الصحة العالمية بتوعية السكان بعوامل خطر عدوى الفيروس واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة: تقليل ملامسة الحيوانات البرية المصابة بالعدوى وعدم تناول لحومها النيئة، والحد من خطر انتشار العدوى من إنسان إلى آخر، بتجنب الاتصال الجسدي الحميم بالمرضى المصابين وارتداء القفازات وتوفير معدات الحماية المناسبة لحماية الأشخاص عند رعاية المرضى المصابين بالعدوى في المنازل. ويجب المداومة على غسل اليدين بعد زيارة المرضى...