تمكنت مباحث الآداب، من ضبط سيدات تمارسن الأعمال المنافية للآداب مقابل الحصول على مبالغ مالية من راعبي المتعة، اعتدنا على قراءة مثل هذه الأخبار في كافة الصحف، وكأن كل «ه» مربوطة تعمل بالدعارة في مجتمعنا. لست ممن يفضلوا قراءة تلك الأخبار، ليس لأن هناك قاعدة فقهية تقول «إذا بليتم فاستتروا»، لكني على يقين أن مثل هذه الأخبار تزيد من إساءة السمعة لفتايات مصر، لأنه من المؤكد أن من يفعل هذا لا يمارس المتعة المحرمة رغبة فيها أو إدمانًا لها، فالأمر لم ينتهي ولن ينتهي بهذا الأسلوب المرهق اإا بزوال الدافع الأساسي الذي يهتك أستار الحرائر وينزع عنهن كبرياء الأنثى وعزتها في جنبات وطن ينأى بها عن أسباب الحاجة التي ترخص بسببها نفسها وأعز ما عندها لمن تنتفخ جيوبهم بمال هو في الأصل حرام، ولا ينفق إلا على الحرام. نحن بحاجة إلى البحث والتدقيق والكف عن الكلام في الحرام والحلال وما بينهما، فالناس لم يعودوا بحاجة للتوجيه على الاستقامة والإيمان والترغيب بالجنة والتحذير من النار، الناس بحاجة إلى ما هو أهم من ذلك، فهم بحاجة إلى ما يذهبون به إلى السوق لشراء ما يلزمهم. الناس بحاجة إلى سقف يؤويهم وهدمة تدفيهم وجنيهات تصون كرامتهم وتحفظ كبرياءهم وتقويهم على الترفع عما ينحنون من أجله بذلة لمن هو أصل الجريمة وسبب المصايب التي نعاني منها، الناس بانتظار من يفهم علتهم ويملك الدواء لمعاناتهم، فهل ذلك في متناولهم ؟