إخوانى الفلسطينيون.. ألا تستحون؟ كيف تجرءون على التظاهر ضد الأوضاع التى خلقها الاحتلال؟ وكيف ترمون بالحجارة وتخرقون النظام؟ وكيف تقيمون تجمعات سكنية على أراضيكم الخاصة لا يرضى عنها جيش الاحتلال؟ وفى المقابل تواصلون التهديد بمعارك الأمعاء الخاوية وإظهار التضامن مع الأسرى، وها أنتم تحتجون على غلق شارع الشهداء وعلى إعادة اعتقال السجناء بعد أن تم الإفراج عنهم، وكيف يكون لكم الحق فى الاعتراض عن إخراج السكان الفلسطينيين من منازلهم، وكيف تعترضون على الجدار العازل الذى يهدد دولة فلسطين، هل أصابكم مس من الجنون ومن أين جاءت بكم هذه الوقاحة، ألا يعلم الفلسطينيون أن إسرائيل لا تهتم بكم ولا بمصيركم من الأساس، ولم يعد الفلسطينيون يمثلون أدنى اهتمام بالنسبة لليمين واليسار الإسرائيلى اللذين قالا صراحة أن الفلسطينيين ليست لهم أى أهمية. وهذا ما أكدته حتى شيلى يحموفيتس زعيمة حزب العمل المحاربة من أجل العدل الاجتماعى، فالصفوة الحاكمة فى إسرائيل لديها مسائل أكثر إلحاحًا من مصير الفلسطينين مثل المساواة فى توزيع الأعباء الحياتية والخلاف على عدد الوزراء داخل الحكومة، ناهيك عن مذاق الأيس كريم الخاص بعائلة نتنياهو والعلاقات الغرامية لوزير التربية والتعليم الإسرائيلى جدعون سعر، وإسرائيل لا تعرف، حتى الآن، هل سيصمد التحالف الأبدى بين نفتالى بينيت ويائير لابيد أم لا؟ فكيف تشغلوننا بالهراءات الخاصة بكم ونحن لدينا ما هو أهم بكثير.
ألا ترون أن زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تأتى فى إطار الابتزاز الشعورى والتمسح بزيارة قبور زعماء إسرائيل السابقين مثل رابين وغيره صراحة؟ ألا تعلقون أى أمال على زيارة أوباما لإسرائيل والتى لن تختلف كثيرًا عن أى زيارة سابقة قام بها أى مسئول أمريكى يدعى أنه يسعى السلام الشامل والعأجل فى منطقة الشرق الأوسط؟
إخوانى الفلسطينيون.. الاحتلال يريد أن يقول لكم أن الأزمة فى سوريا من سئ لأسوأ، لذاعليكم أن تعيشوا فى هدوء الاحتلال، فأيدى الاحتلال الباطشة هى أيدٍ أمينة عليكم، لذا لا تحتجوا ولا تتظاهروا حتى لا تقضّوا مضجع الاحتلال، أعزائى الفلسطينيون كل جهودكم المضنية من أجل السلام ذهبت عبثًا، الحق سيأتى فى يوم من الأيام، وإن لم يكن فى جيلكم فسيجنى ثماره أحفادكم. * نقلا عن هاآرتس