صدمة وذهول.. فزع ورعب.. فرح وسعادة.. هذه المشاعر المتضاربة مازالت تسيطر على الأهالى فى قرية «اوسكو» التابعة لمركز الصف بالجيزة بعد الجريمة البشعة التى ارتكبها مؤذن مسجد ضد اثنين من البلطجية المسجلين خطر.. فهو لم يكتف بقتلهما، بل مزق جسديهما ثم أشعل فيهما النار تطبيقا لحد الحرابة..! محقق «فيتو» قرر البحث عن المزيد من التفاصيل فى هذا الحادث فاكتشف مفاجآت أغرب من الخيال أبرزها أن القتيلين كانا ضمن قائمة طويلة أعدها القاتل لتطبيق حد الحرابة عليها، وحصل على تلك القائمة.. وداخل القرية استمع للأهالى.. بعضهم أبدى قلقه وتخوفه من تكرار هذه الجريمة، والبعض الآخر أكد ان القتيلين يستحقان ما جرى لهما، ليكونا عبرة لغيرهما من البلطجية، وفى السطور التالية يرصد ما توصل إليه من تفاصيل مثيرة. كانت البداية مع المقدم محمد مختار رئيس مباحث مركز الصف، الذى أوضح المعلومات الأساسية للجريمة قائلا: القاتل يدعى أشرف حسن، عمره 39 سنة ويعمل مؤذنا فى وزارة الأوقاف.. أما المجنى عليهما فهما: « عيد سيد» مسجل خطر هارب من تنفيذ حكم بالحبس لمدة 15 سنة فى قضية سرقة بالإكراه، و«أشرف أحمد» عمره 32 سنة، هارب من تنفيذ حكم بالسجن لمدة 7 سنوات فى قضية شروع فى قتل، ومسرح الجريمة كان عشة داخل الأرض الزراعية».. استدرج المتهم، المجنى عليهما إليها وأطلق عليهما النار ثم مزق جسديهما، وأشعل فيهما النار حتى تفحما تماما مع موتوسيكل خاص بهما.. الضابط أضاف: الجريمة كانت شديدة الغموض خاصة أن الجثتين كانتا متفحمتين تماما، ولم يستدل على هويتيهما إلا من خلال تحليل ال « دى. إن. ايه».. أما الوصول للقاتل فكان أشد صعوبة ولم يخطر على بال أحد قط إن مؤذن الجامع هو مرتكب الحادث، وتم التوصل إليه من خلال معلومة بسيطة ذكرها مسجل خطر، مفادها أنه عرف القتيلين بمؤذن المسجد حينما طلب منه أسماء وتليفونات البلطجية للاستعانة بهم فى تسوية نزاعاته مع آخرين، وعندما استدعينا المؤذن فاجأنا باعتراف تفصيلى بجريمته، مؤكدا أنه طبق عليهما حد الحرابة وأنه كان يعتزم مواصلة قتل البلطجية والخارجين على القانون مساعدة منه للشرطة فى أداء عملها. وكشف رئيس المباحث عن مفاجأة مذهلة عندما قال: أثناء تفتيش منزل المتهم عثرنا على بندقية آلية وعدد من الطلقات الخاصة بها، كما عثرنا على أجندة صغيرة مدون فيها نحو 30 اسما، كان المتهم قد حصرها تمهيدا لقتلهم تباعا ومن هذه الأسماء: صبحي راغب وشهرته «حنطورة»، وشاهين محروس وشهرته «الصغير»، وسمير منجي وشهرته «برقوقة»، وعبد الوارث رباعي وشهرته «كباية»، ومحمد أبو سنة، وعبد الله وشهرته «فيروز»، وسامح صبحي، وياسر منصور، وسيد وشهرته «الغزالي حرب»، وأحمد عاشور، وياسين وشهرته «ريشة»، وسالم الجزار، وحمدي أبو أمين، وعلي أبو جاد، وأيمن المندور، وسمسم شهاب والبرعي أصلي، وماجد أبو شماعة.. وغيرهم وقد دون بعضهم بأسمائهم الكاملة والبعض بأسماء الشهرة وأمام كل اسم رقم الهاتف الخاص به.. وعن هذه القائمة قال المتهم فى اعترافاته: منذ شهر رمضان الماضى وأنا أحلم بأننى ممسك بسيف حاد أقطع به رقاب جميع البلطجية والخارجين على القانون، واعلق رءوسهم على باب زويلة بالقاهرة، وأحلام أخرى كنت أعذب فيها البلطجية بصور مختلفة.. ذهبت إلى شيخ فى الأزهر وقصصت له تلك الأحلام، فأكد لى أننى سأخلص المجتمع من شر البلطجية، وستكون لى مكانة عظيمة عند المولى.. لم أتردد فى بيع قطعة أرض كنت أمتلكها واشتريت بثمنها بندقية آلية وطبنجة وجمعت أسماء البلطجية فى المنطقة للانتقام منهم وتطبيق الحدود عليهم، اكتفى المحقق بما سمعه من ضابط المباحث وانتقل إلى القرية التى شهدت الجريمة بحثا عن مزيد من الحقائق. فى قرية «اوسكو» أكد أشرف الرشدان أن أهالى القرية جميعا يعيشون فى فزع ورعب بعد الجريمة، خوفا من انتقام أسرتى القتيلين، خاصة أنهما أعلنتا عزمهما محاصرة القرية ومهاجمتها وقتل النساء والأطفال ثم حرق المنازل انتقاما من المؤذن القاتل وقال: أنا شخصيا أرفض الجريمة على النحو الذى تم تنفيذها به، ولابد من معاقبة القاتل على جريمته، صحيح أن البلطجية يستحقون أقسى أنواع العقاب ولكن وفقا للقانون. أما سمير الزغدانى، فأكد تأييده لما فعله المؤذن موضحا: البلطجية ملأوا الأرض جرما وتجبرا فى ظل غياب تام للأمن، قتلوا وسرقوا ونهبوا وأحرقوا، والقتل بهذه الطريقة هو جزاؤهم العادل، بينما أكدت حسنية البرعى أنها اطلقت الزغاريد عندما علمت نبأ مقتل البلطجيين، مؤكدة أنهما أحرقا كشك زوجها الكفيف لمجرد أنه رفض دفع الإتاوة لهما، وراحت تدعو للمؤذن بكل خير وأن يخرج من القضية براءة. وأيد مصطفى حجاب ما فعله المتهم وطالب رجال الأمن والشرطة بحماية أسرة وأبناء القاتل من البلطجية، الذين يهددون بقتلهم وإحراقهم فى أى وقت