أنا شخصيا مستعد للتضحية بأربعة نفر يسعدني أن يذهبوا إلى أعماق الجحيم، أولهم ذلك المنافق الذي يتقرب لكل حاكم في كل عصر وأوان دون خجل أو حياء, فهو رجل كل المناسبات وكل المواقف, ينافق ليلا ونهارا، لايقول كلمة حق عند أي سلطان من السلاطين- جائر أو عادل- مسعاه في حياته أن يحصل على رضاء السلطان ليحصل من وراء الرضاء على أطماعه, في أن يكون عنده ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب منافق، يؤمن أن النفاق خصلة من خصال الذكي الأريب وهو أبعد ما يكون عن الذكاء.. ذلك المنافق هو آفة البلاد وبوابة الفساد.. ضحوا به أينما ثقفتموه ولا تأخذكم به شفقة ولا رحمة. أما الثاني فهو ذلك الفاسد المفسد الذي بدأ حياته صعلوكا يتجول على موائد الكبار فأطلقوا عليه (لحوس) لأنه يلحس فضلات الموائد، لم يكن يملك إلا بعض قروش لا تسمن ولا تغني من جوع.. دخل في بداياته في عشرات المشروعات وفشل فشلا ذريعا, وفجأة وعلى حين غرة من الزمن أصبح أحد كبار رجال الأعمال يمتلك المليارات, وينفق الملايين ويبعثر الأموال في شراء الذمم وتخريب الاقتصاد, والنصب على خلق الله باسم مشروع وهمي أطلق عليه مشروع "النهضة"، هذا الفاسد المفسد يجوب البلاد بفساده ويشتري الذمم الفاسدة بأمواله, ويحارب كل القيم والفضائل, من أجل أن ينتصر لمشروع مزيف، هذا رجل لا يستحق التضحية به فقط, لكنه يستحق الرجم في سجون سيدي "أبوغريب", إذا قابلتموه في الطريق فاعلموا أنه كان في مقابلة مهمة عند السفير الأمريكي عندئذ إفعلوا به ما فعله الصحفي العراقي الزيدي مع بوش الابن. أما الثالث فهو بلا ريب ذلك المجاهد من خلف شاشات التلفاز الذي يجلس أمام الكاميرا يبتغي أن تخرج صورته البهية على المشاهدين بالألوان, وهو يقول: ع القدس رايحين شهدا بالملايين، هؤلاء المجاهدون الذين يصدعون أدمغتنا ليس من وراءهم منفعة، هم من أسباب نكبة أمتنا، ضحوا بهم وتبرعوا بجلودهم لأي إسكافي يقوم بصنع النعال. أما الرابع فهو ذلك الحاكم الذي يرفع شعار الإسلام ويمارس سياسة هولاكو.. ينادي بالشورى ويمارس التسلط والاستبداد والديكتاتورية.. يطالب بتداول السلطة ولا يمارسها... هذا الحاكم سأكتفي بالتضحية به, بنفيه إلى القطب الشمالي المتجمد, حيث يتمتع هناك بالتجميد والتيبس فقد تيبست مفاصلهم وتجمدت عقولهم.. وإلى هنا نكتفي بهؤلاء حقنًا للدماء.