«الشاطر» ينسق مع الجماعات الإسلامية لحماية الرئيس «الداخلية» تقدم تقارير أمنية لمكتب الإرشاد..والوزير يعد بتأمين المقرات رغم محاولاتهم المستمرة للتعتيم وفرض سياج من السرية على الاجتماعات التي تضع الخطط وترسم السيناريوهات، إلا أن الوقائع أثبتت فشلهم، ودائماً كانت هناك أعين ترصد مايحدث، وتنقل التفاصيل، لنقدم الحقائق لقارئ يبحث عن المعلومة. قبل يومين، عقد مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، اجتماعاً مغلقاً بحضور 110 من أعضائه، لبحث خطة الاستعداد للاحتفال بالذكرى الثانية لثورة يناير – حسبما قالت الجماعة – والترتيب للانتخابات البرلمانية المقبلة. وكعادتها، اخترقت «فيتو» أسوار الجماعة، وحصلت من مصادر داخلها على تفاصيل الاجتماع، والذي توصل إلى ضرورة نزول الجماعة إلى الميادين بحجة الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة، وفي نفس الوقت عدم ترك الميادين للقوى السياسية الأخرى، خوفا من تعاطف المواطنين مع الشعارات التى يتم تردديها كما حدث قبل اندلاع الثورة الأولى. وخوفاً من زحف المتظاهرين إلى قصر الاتحادية، ومحاصرته ثم اقتحامه، تم وضع خطة للتصدى لأى أعمال تهدف لإسقاط النظام، وتبدأ بالاحتشاد أمام مسجد رابعة العدوية بمدنية نصر، بالقرب من قصر الاتحادية، وفى حالة زحف المتظاهرين إليه، يتجه شباب الإخوان نحو القصر لحمايته. وفى مفاجأة من العيار الثقيل، كشف المصدر أن مكتب الإرشاد تلقى تقريراً من جهة أمنية، حذرت فيه من وجود استعدادات لاقتحام مقار الإخوان وحرقها، ومحاصرة قصرالاتحادية. وشدد التقرير على عدم نزول شباب الجماعة إلى ميدان التحرير، لعدم حدوث تصادمات، وبناء على تفاصيل التقرير، حدثت مشاورات مع وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، لتأمين مقار الجماعة وحزب الحرية والعدالة، خصوصا فى بعض المحافظات مثل «القاهرة والجيزة والاسكندرية والمنوفية والسويس»، وحصلت الجماعة على وعد بعدم تكرار ماحدث قبل شهرين. وفيما يتعلق بمقر المركز العام للجماعة بالمقطم، قال المصدر، «الإخوان متخوفون من عدم قدرة الشرطة على حمايته، لذا يتم تشكيل مجموعات شبابية لتأمينه من الخارج والداخل، والتعامل مع أى محاولة لاقتحامه، بالإضافة إلى توفير وزارة الداخلية 6 تشكيلات أمن مركزي وسيارات مطافي. في حين اطمأنت الجماعة على مقر حزب الحرية والعدالة بوسط المدينة، كونه ملاصقاً لمبنى وزارة الداخلية، ولن تسمح قوات الأمن باقتحامه. مفاجأة أخرى نقلها المصدر، مؤكداً أن مكتب الإرشاد طلب من مؤسسة الرئاسة نزول الجيش فى 25 يناير، لعدم ثقتهم – أي الإخوان - فى الشرطة، خاصةً مع رفض قيادات الداخلية لتولى اللواء محمد إبراهيم، مسئولية الوزارة، خلفاً للوزير السابق أحمد جمال الدين. وبالفعل طلبت الرئاسة من المؤسسة العسكرية النزول، بحجة الاحتفال بذكرى الثورة، على اعتبار أن الجيش من ضمن الفصائل التى شاركت فى نجاح عملية الإطاحة بالرئيس السابق، وفي نفس الوقت يكون الجيش قريباً من الأحداث، ليتمكن من حماية المنشآت العامة حال حدوث أى أعمال عنف. نائب المرشد العام للجماعة، المهندس خيرت الشاطر، اتفق مع الشيخ حازم صلاح أبواسماعيل، على قيام أنصار الأخير ومعهم عدد كبير من شباب الإخوان، بمحاصرة مدينة الانتاج الإعلامى، ابتداء من21 يناير الجاري، لإرهاب مقدمى البرامج، والضغط على المتظاهرين، بأنه فى حالة اقتحام قصر الاتحادية، يتم اقتحام مدينة الانتاج، وأيضاً مبنى التليفزيون، وإعلان دولة الخلافة الإسلامية. ومن ضمن بنود الخطة، انتشار عدد من شباب التيار الإسلامى بالقرب من مقار الأحزاب الليبرالية، خاصةً الدستور، والمصريين الأحرار، والمصرى الديمقراطى، والوفد، ومقر التيار الشعبي، واقتحامهم حال الهجوم على مقار الإخوان. وكشف المصدر عن إعداد قائمة اعتقالات، تتضمن أسماء شخصيات سياسية مؤثرة فى الشارع المصرى، وبعض شباب الثورة من قيادات الحركات الشبابية، حال اشتعال الأحداث، وكخطوة لإرهاب المتظاهرين. كما تم الاتفاق مع وزير الاتصالات الحالي، على تقليل سرعة الانترنت وشبكات المحمول فى نطاق ميدان التحرير، وقطعها نهائيا إذا دعت الضرورة لذلك. ورغم كل الأزمات وانشغال الجماعة بتأمين المقرات التابعة لها، إلا أنها لم تتجاهل ميدان التحرير، وحرصت على زرع عيون خاصة، تنقل أخباره أولاً بأول، عبر مجموعة من الشباب غير الملتحي. مصدر أمني طلب عدم نشر اسمه، كشف ل«فيتو» عن رصد أجهزة الأمن تحركات جماعة الإخوان، وتنسيقها مع باقى التيار الإسلامي، للاتفاق على خطة التعامل فى حالة حدوث أعمال عنف فى ذكرى الثورة. وأشار المصدر الأمني إلى أن التيار الإسلامي يمتلك السلاح والشباب المسيطر على تفكيره، وإقناعه بأن الموت فى سبيل الدفاع عن قصر الرئاسة ومقرات الجماعة شهادة في سبيل الله. وأكد المصدر أن هذه التحركات جاءت بعد رسالة المرشد العام للإخوان، والتي طالب فيها أعضاء الجماعة بالاستعداد للجهاد. كما رصدت الأجهزة الأمنية دخول كميات كبيرة من الأسلحة، قادمة من ليبيا والسودان، إلى أعضاء الجماعات الإسلامية بمصر، لكن تعذر الحصول على أسماء معينة حصلت عليها.