منذ نعومة أظافري، ومنذ أن نمى إلى علمى أن هناك ملاكاً عن يميني يسجل كل ما أفعله من خير، وآخر عن شمالي يعكف على سجلى الأسود، وأنا مشغول بهذين الاثنين، وقد كنت في طفولتى أحاول جاهداً أن أرقبهما فإن تصدقت نظرت ملياً عن يمينى، لعلى ألمح حتى ولو قلم يتحرك، أو أسمع ولو هزة ورقة دون جدوى، وكلما فعلت شراً من أيام شقاوتى أنظر عن يسارى فأتجسده وهو يسجل مافعلت. كثيرا ماكان شيطانى يحدثنى: ألا ينسي أي من الملكين المكلفين بمراقبتى شيئاًمما أفعل؟ ثم أستغفر رب العزة.. وأتنصل من هواجسى، متيقناً أن كليهما يقوم بمهمته على أكمل وجه، وأعترف أننى كنت ولازلت أحب يمينى عن يسارى، وأعترف أيضا أننى لم استطع أن أضع تصورات حول فكرة تسلمي كتابي بيمينى، أو بيسارى، إذ شغلتنى أكثر.. المدة الزمنية التي استطيع أن انتهى فيها من قراءة كتابى. مضت الأيام، وتطور العلم، وظهر إلى الوجود مايسمي باليوتيوب، ذلك الغول الذى أضحى ذاكرة مهمة، تراقب أفعالنا وترصدها لتعيش متلازمة معنا، فإن تركناها فراقابالموت، ظلت صورنا دليل علي أفعالنا، وهذا الدليل هو ما استغله أعداء الريس مرسى، وهو ذاته الدليل الذى فضح الرجل شر فضيحة. يقول المولي عز وجل فى محكم كتابه «اِقْرَأْ كِتَابك كَفَى بِنَفْسِك الْيَوْم عَلَيْك حَسِيبًا» في حين يعكف أشرار الدنيا علي تسجيل كل شيء يحيط بالريس محمد مرسى، وكلما قال شيئا اخرجوا له من على اليوتيوب قولا مخالفا.. فيبدو الأمر عجيباً، وكأن لسان حالهم يقول: «شاهد يوتيوبك كفي بنفسك اليوم عليك حسيبا» بل إنهم ينشرون فضائح الريس مرسى، دون أن يتركوا له فكرة شهادته علي نفسه، ويتمادون بعرض مايفعله على العامة، مصرين على فضح سيادته، بحيث تكون الشهادة عامة. هذا الفعل المشين من قبل أعداء الريس مرسى، يدفعنا إلى القول بيقين إن هذا المدعو اليوتيوب، إنما هو العدو الحقيقي للدكتور مرسى، ولجماعته، ويكفيك زيارة واحدة تكتب فيها علي موقعه الشرير « فضائح جماعة الإخوان،أو فضائح الريس مرسى» وساعتها ستكتشف بسهولة ويسر، أن أعداء مرسي ليسوا صحفيين، أو كتاباً، أوسياسيين، إنما عدوه وعدو جماعته هو ذاكرة اليوتيوب. سيري مرسى نفسه، وهو يتحدث عن قضاة أبلغوه بنتيجة الانتخابات، وسيري نفسه وهو يقول إنه عمل لفترة طويلة في وكالة ناسا، وفجأة سيكتشف أنه كذب نفسه في مشهد آخر، وسيرى نفسه في الصورة الشهيرة له فى تركيا، فى واقعة المنديل، ثم واقعة «تعديل وضع البنطلون مع رئيسة الأرجنتين» ومحاولة التفسير المشوهة التي تبنتها قوى الفيس بوك الشريرة. باختصار.. يكتشف الريس مرسى أن هناك من يسجل عليه تحركاته، ويتربص له بعيداًعن الملكين المكلفين برقابته، وتسجيل كل أعماله، وسيدرك أن هناك رقيباً دنيوياً مزعجاً شاهداً علي أفعال سيادته، بل وفاضح له بشكل قد يدعو الجماعة ورئيسها إلى تنظيم هجوم إلكتروني إخواني عليه، باعتباره منافساً دنيويا دنيئا لفكرة الملكين المكلفين برقابته. وإذا كان سيدنا الإمام على بن أبي طالب -كرم الله وجهه- قد قال « قيمة كل امرئ مايحسن، والمرء مخبوء تحت لسانه، والناس أعداء ماجهلوا» فإن الدكتور مرسي لا يحسن إلا اتهام الآخرين بأنهم يتصيدون له الأخطاء، كما أن اليوتيوب قد كشف لنا ماكان مخبوءاً من الرئيس تحت لسانه، إضافة إلي أن سيادته عدو اليوتيوب لأنه يجهله.