ملاك الرب ظهر لسيدنا يوسف فيه دير المحرق وكنيسته الأثرية بالقوصية بأسيوط، مكان به عبق التاريخ وقداسة الدين ورائحة المسيح, وشاهد على أن مصر بالفعل عريقة وعتيقة , فهو يعرف عند المصريين مسلمين وأقباط بأنه القدس الثانى, فالسيد المسيح أقام فيه 6 أشهر أثناء هروبه لمصر، ودشن هيكل الكنيسة الأثرية بيده المقدسة. البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بدأ امس زيارة لدير المحرق، وافتتح مؤتمر القبطيات المنعقد حاليا بالدير، وعقد لقاء مفتوحا مع رهبانه، ومن المقرر ان يصلى اليوم الثلاثاء صلاة القداس بالكنيسة الاثرية بالدير. زيارة البابا تواضروس لدير المحرق تعد الزيارة الأولي لقداسته لمحافظات الصعيد, ويعد دير المحرق من اهم واقدس المزارات المسيحية بجبل قسقام، وذلك لحلول العائلة المقدسة فى المكان اثناء رحلتها المقدسة لمصر, فضلا عن انه دير عامر بالرهبان، وتخرج فيه العديد من الاساقفة. والدير يقع غرب مدينة القوصية بحوالى 10كم , ويوجد له طريق آخر من منفلوط يبعد نحو 32 كم , وتتجلى عراقة الدير بان كل المؤرخين قديما وحديثا ذكروه واجمعوا على قداسته ومكانته فى قلوب المصريين مسلمين واقباط وخاصة المصريين فى اسيوط، ومن هؤلاء المؤرخين ابو المكارم (القرن12) والمقريزى (القرن 15) وعمر طوسون (القرن 19) جبل قسقام هو الاسم القديم للقوصية الموجود بها دير المحرق, له هو الآخر تاريخ وقداسة فى قلوب المصريين, فملاك الرب ظهر لسيدنا يوسف عليه السلام، وقال له فى حلم «قم وخذ الصبى وامه واذهب الى ارض اسرائل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى» متى 2:2-21 وفى قسقام اسس القديس باخوميوس الحياة الديرية والرهبانية فى القرن الرابع, وذكر ان الملك زينون فى أواخر القرن الخامس حوالى 481 م نزل فى قسقام، بناء على رغبة ابنته"ايلارية" التى ترهبنت فى وادى النظرون باسم الراهب ايلارى، وامر الملك زينون ببناء الحصون فى جميع الاديرة المصرية، ومنها دير المحرق. وتعد الكنيسة الاثرية بدير المحرق والتى من المقرر ان يصلى فيها البابا اليوم اقدم اثر فى دير المحرق فهيكلها هو ذات المغارة التى اقامت فيها العائلة المقدسة (السيد المسيح والعذراء مريم ويوسف النجار) ومذبحها هو نفس الحجر الذى كان بالمغارة والذى جلس عليه المسيح وصحن الكنيسة تم ترميمه فى القرن 19م. والكنيسة الاثرية لها عدة امتيازات ,ويقال ان مذبح الكنيسة الاثرية هو الذى تنبأ عنه اشعياء النبى (اشعياء 19:19) وهو ان يكون للرب الإله مذبحا وسط ارض مصر, والقداسات فيها لا تتوقف طول العام ماعدا ايام الاثنين والثلاثاء والاربعاء فى اسبوع البصخة من كل عام وتصلى القداسات باللغة القبطية حتى اليوم.