قال الدكتور مأمون فندي، أستاذ العلوم السياسية ورئيس معهد الدراسات الإستراتيجية بلندن، إن هناك تحالفا مصريا سعوديا إماراتيا يشكل ثقل إقليمي في المنطقة، مشيرًا إلى أن زيارة خادم الحرمين الشريفين والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تاريخية لأنها أول زيارة للعاهل السعودى منذ سنوات لمصر وتأتى بعد انتخاب السيسي رئيسًا وهى أقوى رسائل دعم الخليج لمصر. وأضاف «فندي»، خلال حواره مع الإعلامي محمود الورواري ببرنامج «الحدث المصري»، المذاع عبر شاشة «العربية الحدث»، مساء الخميس، أن المصريين بعد ثورتين لن يؤثر فيهم اقتراح مجلس الشيوخ الأمريكي الأخير بتخفيض المساعدات لمصر بنحو 400 مليون دولار، مشيرًا إلى أن ما تقدمه أمريكا أو الاتحاد الأوربي لمصر من مساعدات أو منح يأتي في إطار حماية مصالحهم واستثماراتهم أو تجارتهم بمصر والشرق الأوسط، قائلا: «حجم المساعدات المالية التي تحصل عليها مصر لا تساوي شيئًا في ظل دعم ومساعدة لمصر بشكل ثنائى من السعودية والإمارات». وأوضح أنه كان من المتوقع أن تكون السعودية مقصد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أولى جولاته الخارجية، مشيرًا إلى أن استباق الملك عبد الله هذه الزيارة تؤكد مدى الدعم السعودي لمصر، بما يحقق المصلحة الثنائية للبلدين، لافتًا إلى أن السعودية تسعى لاستقرار مصر من خلال رؤية وإستراتيجية واضحة، لافتًا إلى أن العاهل السعودي جاء بنفسه ليهنئ الشعب المصري بنجاح الثورة وخارطة الطريق، مؤكدًا على أن المحادثات بين مصر والسعودية في غاية الأهمية، في ظل الظرف الدقيق الذي تمر به العراق، وما يحدث في المنطقة بشكل عام من تطورات متلاحقة. وتابع «فندي»، أنه سيتم خلال الزيارة المرتقبة مناقشة مبادرة أصدقاء مصر التي دعت إليها السعودية لتحريك عجلة الإنتاج والعمل لمساعدة مصر في أزمتها، مشيرًا إلى أن الزيارة مفاجأة على الأصعدة كافة، خاصة أن تحركات الملك عبد الله خارج المملكة قليلة، ولا تتم إلا بحساب، ومسألة أن تحظى مصر بشرف زيارته فهذا أمر في غاية الأهمية، ويعكس اهتمام المملكة ودول الخليج عامة بمصر. واستطرد أن وزير الخارجية الجديد سامح شكري، يمتلك القدرة على إدارة الدبلوماسية المصرية خلال المرحلة المقبلة، كما يمتلك القدرة على التفاوض وحل الأزمات وهو مدافع شرس عن الحقوق المصرية، لاسيما أنه عمل كسفيرٍ لمصر في واشنطن، ويحظى بخبرة هائلة، موضحًا أن وزير الخارجية ليس هو المهيمن في السياسة الخارجية وإنما الرئيس عبد الفتاح السيسي، هو صاحب التوجه الأصيل في بوصلة العلاقات المصرية الخارجية، ليس مع أمريكا فقط وإنما مع جميع دول العالم، مؤكدًا أن السيسي حريص أشد الحرص على النهوض بالعلاقات المصرية الأمريكية خلال المرحلة المقبلة.