أصدر مسئولو الصحة في أمريكا توصيات جديدة تحث على إعطاء حبوب التروفادا للوقاية من الإصابة بالإيدز. ورغم انتشار العقار منذ أكثر من 10 سنوات إلا أنّ مسئولي الصحة في أوربا يرون أن الواقي الذكري أفضل للوقاية من الإيدز. تكثر الأدوية الخاصة بعلاج فيروس نقص المناعة المكتسبة. وتحتوي تلك الأدوية على الأقل ثلاث مواد فعالة لمنع فيروس الإيدز من التكاثر. ويُعد "تروفادا" هو أحد المركبات الدوائية الأكثر فاعلية في العلاج. ويتميز هذا الدواء باحتواء كل قرص منه على مادتين فعالتين من المكونات الثلاثة الضرورية، وينبغي تناول واحد منه في اليوم. وبحسب يورغن روك شتروه من المشفى الجامعي في مدينة بون فإن "تروفادا" يتميز بسهولة تناوله وقدرة الجسم على تحمله مقارنة مع طرق العلاج سابقا. وفي عام 2012 أجازت هيئة المواد الغذائية والصحية الأمريكية استخدام "تروفادا" للوقاية من الإيدز، عملا بتوصيات لجنة من الخبراء إلى جانب اعتمادها على بعض الدراسات أيضا. دواء للوقاية من الإصابة بالإيدز قبل عدة سنوات، اختبر باحثون ما إذا كانت أدوية الإيدز يمكنها وقاية الأشخاص الأصحاء من العدوى بفيروس نقص المناعة المكتسب. وتم اختيار العقار تروفادا آنذاك. ولم تظهر الدراسة نتائج واضحة وأثارت تساؤلات عدة كان أبرزها تحديد الوقت المناسب والطريقة المناسبة لتناول الدواء. وبحسب شتيفان إيسر رئيس قسم الطوارئ الخاص بمرض الإيدز في المشفى الجامعي بإيسن، فإن تناول الدواء لا يمكن أن يجري آنيا وتبعا للحاجة، أي لدى الرغبة بممارسة الجنس مثلا. فتناول الأقراص قبل فترة قصيرة غير كاف للوقاية من الإصابة بفيروس الإيدز. وقاية ذات آثار جانبية ووفقا للدراسات فإن تناول أقراص "تروفادا" يوميا يساعد على وقاية الأشخاص غير المصابين، إلا أن لهذه الأقراص آثار جانبية حسبما يؤكد إيسر، إذ تقلل من كثافة العظام وتؤثر على الكلى، وهو ما دفع الأطباء في أوربا لمعارضة استخدام أقراص "تروفادا" للوقاية من فيروس نقص المناعة المكتسبة. كما أظهرت الدراسات مشكلات أخرى لأقراص "تروفادا"، فبحسب أخصائي الأمراض المعدية يورغن روك شتروه فإن الأقراص تساعد على وقاية الرجال من الإصابة بالعدوى أكثر مما تساعد النساء. لابد من تناوله بشكل مستمر وفقا للدراسة، فإن مفعول هذه الأقراص غير كاف بالنسبة للرجال متعددي العلاقات الجنسية، وإلى ذلك فهم معرضون لخطر الإصابة بأمراض جنسية أخرى، كمرض الزهري وغيره، ما يعني ضرورة استخدام الواقي الذكري حسبما يرى روك شتروه. وقد يكون الخوف من انتقال العدوى لشريك الحياة أحد الدوافع الأساسية للعلاج، ولدى إصابة أحد الشريكين بالإيدز ينصح إيسر بضرورة المعالجة لتقليل خطر إصابة الشريك الآخر بالعدوى. إذ أظهرت دراسات كثيرة أن العلاج المركب يخفض أعداد فيروسات الإيدز في الجسم بشكل كبير جدا، ما يقلل خطر إصابة الشريك بالعدوى بنسبة 96 بالمائة. أدوية للوقاية ويختلف الأمر لدى وصف أقراص "تروفادا" للأصحاء الذين قد يتناولون عقاقير أخرى مضادة للفيروسات كلبا للوقاية، ما يجعل الأمر مقلقا. هذا إلى جانب ارتفاع تكاليف العلاج والتي تصل قيمتها إلى 11 ألف يورو سنويا. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد سمحت باستعمال أقراص "تروفادا" لعلاج المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة عام 2000 لينتقل هذا العقار إلى أوربا عام 2002 وفي عام 2012 طرحت الولاياتالمتحدةالأمريكية "تروفادا" كعلاج وقائي ضد فيروس الإيدز وترى إدارة الأغذية والمواد الصحية الأمريكية أن أقراص "تروفادا" علامة مميزة في مجال مكافحة فيروس الإيدز. ووفقا لتقديرات الأطباء في أوربا فإن استخدام أقراص "تروفادا" للوقاية من الإيدز في أمريكا يفوق استخدامها في أوربا، وبحسب رأي الأطباء الأوروبيين يوجد طرق أفضل للوقاية من الإصابة بفيروس الأيدز، ويبقى استعمال الواقي الذكري عندهم من أهم وسائل الحماية من العدوى. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل