الصندوق جاى أوصانى دكتور النفس السياسى بأن أشم الهواء النقى كل يوم، وفى الصباح استمعت لأغنية ايمان البحر درويش «سرج الصندوج محمد...لكن مفتاحه معايا»، ثم فوجئت بالمانشيت الرئيسى فى الجرنال يقول "بعثة الصندوق ستصل"، وعند هذا الحد عاد لى «الهسهس النفسي» وبدأت أسمع أصواتا تهمس من بعيد «الصندوق جاي»، فجريت أحكى للدكتور.. جلس دكتور علم النفس السياسى، وقال لى «انت يمكن عديت بصدمة نفسية عميقة، فأصبح العقل الباطن يرمز لمشكلتك بالصندوق»، فقلت له إن عندى سرا أكتمه بعد الثورة، وهو أنى كنت أعيط عند مقتبل العمر، لما كانت بعثة صندوق النقد الدولى تزور مصر فى عام 1990، فقال لى «أنت لازم تواجه مخاوفك يا مواطن... ليه متجربش تثق فى الحكومة؟» خرجت من عنده أفكر فى هذا الحل، ولكن المشكلة أن هذا النوع من الصندوق مختلف شوية عن مشاكل بنك فيصل ،أو صندوق الائتمان الزراعي، وطبعاً لأننى مواطن تحت التأسيس ،فإن وجوده يخوفني، عكس المواطن الكامل زى الجماعة اللى فى التحرير والعباسية، ولكن بالتأكيد وزير مالية مصر شاطر هو والوزارة، ولو ملوش فى الموضوع مفيش مشكلة ، فالدكتور الجنزورى عارف الصندوق كويس قوى، بحكم سنوات الوزارات السابقة، وهو أقدر واحد على ذلك فالشائعة المعروفة عنه زمان أنه كان مخبى مشروع توشكى فى صندوق سرى تحت السرير، فانكسرت عقدة الصندوق عنده. يا إخواننا، أصل الجماعة بتوع صندوق النقد الدولى صعبين قوى، والدول لما بتتزنق زينا بتروح على الصندوق علطول، لأن شغلته يسلف المزنوق، وعلى عكس ما هو منتشر، فالصندوق لا يمنح القروض بفائدة عالية مثل البنك الأهلى المصري، ولا بيشاركك مثل بنك فيصل، لا خالص، ولكن تعالى يا بطل ،وأمضى معاه على اتفاقية تتعهد فيها الدولة بالإصلاح ،وتخفض الدعم لما الإخوة محدودى الدخل يخسوا خالص، ثم يطالبوا بزيادة الضرائب لما يخليك تترحم على أيام يوسف بطرس غالي، وأربط حزامك لما يجيلك إسهال من كثرة الضغط، وشعار المرحلة التالية هيكون «دور معايا على أنبوبة البوتجاز»، وابقى سلم لى على محدودى الدخل... طبعاً الإخوة فى الصندوق هيبعتوا لمصر فريق يتفاوض مع وزارة دكتور الجنزوري، وهى وزارة كلنا عارفين إنها تحت التمرين زى ما أنا «تحت التأسيس»، مش عيب، أهو كله تحت وخلاص.... وطبعاً الخواجة هيقعد يتجسطن على الكرسى ،وهيقول لازم تعملوا وتعملوا. .. والوزراء الجامدين حدانا هيقولوا لهم «مفيش مشكلة وليه لأ... مهو لو كلامكم غلط مكنش ربنا خلقكم شعركم أصفر وعنيكم خضرا»، المهم هنسمع كلامهم وهتلاقى مانشيت الأهرام تانى يوم بيقول «الوزارة ترفض شروط الصندوق» وفى أسفل الصفحة خبر صغير يقول «رفع الدعم عن المواطن قرار اختيارى للإصلاح»...، وطبعا ساعتها هتعرف أن فريق التفاوض المصرى وافق على كل كلام الصندوق. بعد سفر فريق الصندوق ستجتمع المجموعة الاقتصادية فى المجلس ، ويشكلون خطا مستقيما أمام المرايا ،وهم واقفون مثل جماعة إعلان «بيريل»، وأمام كل واحد فيهم صندوق صغير، ويفرد كل واحد منهم أيديه للأمام وهو واقف ثم يسحبها للخلف ،وهو يشد نفسا عميقا ويقول «هووووب» وهم يردون بأعلى صوت «بكرة أحوال مصر تروق بعد ما بهدلنا الصندوق.... هههااااا»، ثم تلاقى دكتور الجنزورى بيصرخ فيهم بعلو حسه «الرجولة مش سهلة... كسروا الصناديق» «مواطن تحت التأسيس» «للاستشارات النفسية السياسية»