أبو العلاء المعري، الشاعر والأديب والفيلسوف العربي الذي أثارت أعماله الجدل في وقتها، هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري، ولد في شمال الشام عام (973م – 363ه)، بدأ اهتمامه بالشعر في سن صغيرة، وسافر إلى بلدان سورية عديده منها حلب وأنطاكية لدراسة الفلسفة والأدب والنحو، حتى صار أستاذا يلتف حوله الكثير من طلاب العلم، وكان من تلاميذه العديدون ممن علا شأنهم فيما بعد مثل أبو القاسم على بن المحسن التنوخي، وأبو الخطاب العلاء بن حزم الأندلسي، وأبو الطاهر محمد بن أبي صقر الأنباري.. وغيرهم. نشأ المعري في أسرة يرجع أصلها إلى واحدة من أشهر القبائل العربية وهي قبيلة تنوخ، التي يرجع نسبها إلى يرعب بن قحطان، وكانت بعائلته العديد من القضاه وأصحاب الشأن، وكان شديد التعلق بأمه ولم ينساها طوال حياته ويتحدث عنها بحب جارف، وقد نضجت قريحة المعري بينهم وتعلم على أيديهم عدد من فروع العلم المختلفة التي استمرت معه حتى وفاته. أثارت آراء المعري الكثير من الجدل، ووصف عدد من العقائد الدينية بالخرافات، مثل مهاجمته لفريضة الحج وتقبيل الحجر الأسود في الدين الإسلامي، فوصف المؤرخون المعري "بالربوبي" يؤمن بوجود الله دون الأديان، وهذا حمله مهاجمات عديدة من علماء المسلمين الذين وصفوه بالزنديق ومنهم ابن كثير والجوزية وأبو الفرج بن الجوزي. نظم المعري الشعر في الحادية عشرة من عمره، وكانت أول مجموعاته الشعرية "ديوان سقط الزند"، ويعد هذا الديوان هو المؤسس الأول لشعبية المعري كشاعر، ومن أهم وأشهر كتبه هو "رسالة الغفران"، التي تعد من أعظم قيم التراث العربي، وكتب المعري رسالة الغفران ردًا على رسالة ابن القارح، وصوره فيها كبطل يحاور كبار كُتاب الشعر والأدب من الراحلين إلى عالم الموتى. كان المعري آيه من آيات الذكاء، واعتزل الحياة لفترة طويلة بعد عودته من بغداد زهدًا في الدنيا فلقب نفسه ب "رهين المحبسين"، وامتنع عن اكل لحوم الحيوانات لمده 45 عام تقريبًا، ولم يلبس إلا الخشن حتى وفاته (449ه - 1057م)، اختلف البعض أو اتفقوا معه لكن لا يمكن إسقاط قيمة ومقام أبي العلاء المعري وعلمه، حتى وصفه عدد من المؤرخين ب رائد الوجودية الحقيقي. يذكر أن اليوم تمر الذكرى ال957 على رحيل أبى العلاء المعرى.