المصرى متفردا بطبعه.. يحب أن يكون غريبا.. الأزمة أن يصبح ذلك فى تدينه ولأن أكثر تدين المسلمين المصريين ظاهريا وليس جوهريا.. فالمسلم المصرى يعرف أكثر أن المتدين بمسبحته أو ذقنه لا بمعرفته الحقيقية للدين ولذلك هو -ربما حقيقة- المسلم الوحيد فى العالم الذى توجد فى جبهته ما يسمى ب«زبيبة» الصلاة. لن تجد سببا منطقيا لها سوى أنه يصلى كثيرا على الحُصر والسجاجيد الخشنة فى المساجد أو المنزل، ونتيجة لاحتكاك جبهة رأسه فى هذه الأشياء الخشنة تظهر «الزبيبة». الحقيقة أنه كما أن «الذقن» يستخدمها البعض ليلاقى قبولا عند من يتعامل معهم ف«الزبيبة» هى الأخرى يستخدمها كثيرون لنفس السبب، وما يؤكد لنا أن الأمر لا يعدو أن يكون مسألة ظاهرية لا علاقة لها بالتدين الفعلى للشخص هو أن النساء المسلمات فى مصر يصلين أيضا، ولكن نادرا ما تجد سيدة لديها «زبيبة»، لنسأل لماذا يرتبط الأمر بالرجال فقط دون غيرهم؟ هل يضغطون بالفعل على جباهم فى أثناء الصلاة لتتكون هذه «الزبيبة»؟ هل هناك سبب طبى وراء ذلك؟ الدكتورة علا جلال الدين استشارى الأمراض الجلدية والليزر، تجيب عن السؤال بقولها «لا يوجد سبب طبى لذلك يتعلق بجينات المصريين الجلدية»، وأضافت أن قيامنا بالصلاة فوق سجادة خشنة عادة هو ما يؤدى إلى تكوين علامة فى جبهة الرأس».اللافت أن شيخ الأزهر نفسه الدكتور أحمد الطيب -وبالتأكيد هو رجل يحافظ على الصلاة- لا توجد فى جبهته أى زبيبة، كما أن المسلمين الأوائل لا يوجد فى ما روى عنهم ما يقول بأنه كانت توجد لديهم هذه «الزبيبة».