الأوهام حول طبيعة الشعب المصرى كثيرة.. أولها أنه أكثر الشعوب تديناً أما دليلهم على هذا فهو مشهد المصلين وهم يفترشون الأرصفة والشوارع حول المساجد فى صلاة التراويح فى شهر رمضان، وفى صلاة «الجمعة» فى الأيام العادية، وأيضاً بسبب حرص المصريين على الاحتفال بالمناسبات الدينية وما يصاحب ذلك من الحرص على صنع أكلات معينة واستعمال طقوس خاصة.. وأيضاً المراسم الجنائزية الثقيلة التى يلزم أهل المتوفى أنفسهم بالقيام بها.. والسؤال.. من قال إن التدين هو الحرص على افتراش الأرض للصلاة خارج المساجد.. ومن قال إن التدين هو الجلوس لساعات طويلة فى المآتم واصطناع الحزن حتى منتصف الليل فى سرادقات العزاء.. ومن قال إن التدين هو مجرد لحية.. وزبيبة.. وجلباب قصير وملامح متجهمة.. يا سادة.. إن أبسط مظاهر التدين الحقيقى وليس المزيف هو قول الحق أمام سلطان جائر وما أكثرهم هذه الأيام.. التدين الحقيقى هو الرحمة للصغير والكبير والأبيض والأسود والمسلم وغير المسلم حتى للحيوان والنبات.. هو رعاية اليتيم والإشفاق على الأرملة ومد يد المساعدة لكل محتاج أياً كان وضعه.. التدين الحقيقى هو احتمال الأذى من أجل أخذ حق المظلوم من الظالم.. والوقوف بجرأة وحزم أمام الطغاة والمفسدين وعدم أكل أموال الناس بالباطل والتواضع أمام المنكسرين والتكبر على المتكبرين.. فهل يتصف المصريون بهذه الصفات! جمال عفيفى _ علاقات عامة - وزارة الكهرباء