«لاقينى ولا تغدينى» منطق عاطفى يتعامل به أهالى أسوان مع مرشحى انتخابات مجلس الشعب. هم لا يقتنعون بالدعاية التقليدية، كاللافتات والبوسترات أو حتى «الفيسبوك»، وإنما يفضلون التواصل مباشرة مع المرشح، عسى أن يشعروا أنه يهتم بهم ويقدرهم، ولو كانوا يدركون يقينا أنه لن يفيد أيا منهم، بعد جلوسه تحت قبة البرلمان. المرشحون فى أسوان، خصوصا الإسلاميين، يدركون تلك الطبيعة، وعليه تحولت أشكال الدعاية فى بعض المناطق إلى حملات طرق الأبواب، إضافة إلى توزيع صور المرشحين بالقرب من المساجد والمدارس والمصالح والهيئات الحكومية، حيث تحمل معظمها نتائج العام الجديد. مرشحو الحزب الناصرى يغازلون الأسوانية بصورة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، إلى جانب شعارات لا للفقر، لا للفساد، لا للبطالة، ولا للفرقة، أو شعار لا للتشكيك، الذى حمله حزب الأحرار، بينما استعانت أحزاب المصريين الأحرار، والسلام، والعدل، الوفد، والإصلاح والتنمية، بمكبرات صوت ولوحات كبرى لمرشحيها، طافت الشوارع لحشد التأييد الشعبى لهم. بينما تحولت دعاية مرشحى النوبة، مثل عادل أبو بكر، إلى كرنفالات شعبية، فى حين انتهج حزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، وحزب النور السلفى، سياسة المؤتمرات الجماهيرية، إلى جانب زيارة الأهالى فى البيوت، وربط أحاديثهما عن السياسة والخدمات بالوازع الدينى، فى محاولة للعب على وتر المشاعر الدينية. فى المقابل، تكفلت حملة «امسك فلول» بمطاردة مرشحى الحزب الوطنى المنحل، بتعريف الناخب الأسوانى بهم، و«تجريسهم» باعتبارهم «فلولاً»، والتصدى لشعارات ولوحات الدعاية الانتخابية الخاصة بهم، وتمزيق معظمها، كما حدث مع النائب السابق عبد المنعم صالح الكاجوجى والدكتور جابر عوض.