هى بالفعل حرب حقيقية، ولكنها حرب غير شريفة، يقودها جيش الأسد مدعوما بعتاده ضد شعب أعزل ما زال يقاوم جرم رئيسه، ويزداد إصراره على إسقاط نظامه مع كل شهيد يسقط بنيران الأسد الغادرة. ما زالت اللاذقية تشهد أعنف هجوم حربى عليها برا وبحرا منذ بدء الاحتجاجات السورية، فقد استمرت قوات الأسد فى قصفها صباح أمس، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى -بينها طفلة تبلغ من العمر عامين- بنيران الأسلحة الآلية التى تركزت على المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وفقا لما نقله المرصد السورى لحقوق الإنسان. وقد ذكر أحد شهود العيان، فى مكالمة هاتفية لوكالة «رويترز»، أن أى شخص يطل برأسه من النافذة يخاطر بالتعرض لإطلاق النار عليه. فى هذا الإطار، أصدرت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» بيانا، أعربت فيه عن قلقها الشديد، بعد ورود تقارير تفيد بإطلاق قوات الأمن السورية النار على مخيم للاجئين الفلسطينيين فى منطقة الرمل باللاذقية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من سكانه، وقد ذكر المرصد السورى فى بيانه: «فى سابقة لم تعهدها دولة من قبل، يستخدم النظام السورى الزوارق البحرية فى قصف المدنيين العزل بمحافظة اللاذقية فى مكافأة قدمها الرئيس السورى إلى مسقط رأسه»، فى إشارة إلى قرية القرداحة، التى تقع على بعد 28 كيلومترا جنوب شرقى اللاذقية، التى دفن فيها الرئيس الراحل حافظ الأسد. قوات الأسد واصلت عمليات الاجتياح والاعتقالات فى مختلف المدن السورية كحمص وحماة، التى تشهد مظاهرات مستمرة تطالب بإسقاط النظام، وعلى الجانب الآخر، ما زال الأسد يمارس صلاحياته، حيث قام أمس بتعيين أمين فرع حزب البعث العربى الاشتراكى فى محافظة ريف دمشق محافظا جديدا لمحافظة حلب، فى إنكار تام لما ترتكبه قواته تحت قيادته فى حق الشعب السورى. بالانتقال إلى المشهد الليبى، وجه القذافى أمس نداء إلى شعبه فى أول حديث علنى له، يبثه التليفزيون الليبيى بعد مرور شهر من قيام الثوار بأكبر هجوم لهم فى المنطقة الواقعة حول طرابلس. وقد حث شعبه على «تحرير ليبيا» من حلف الأطلسى والخونه، وذلك بعد سيطرة الثوار الليبيين على مناطق بالزاوية وغريان وترهونة المحيطة بالعاصمة طرابلس، سعيا لتطويقها وقطع طريق الإمدادات العسكرية المتجهة منها إلى كتائب القذافى، الذى طالب شعبه بالاستعداد للقتال، لأن «دم الشهداء وقود ساحة القتال».