يبدو أن الزحام والارتباك هما سيدا الموقف فى أول انتخابات حقيقية يشارك فيها المصريون بفضل ثورة 25 يناير. أخطاء بالجملة حدثت فى لجان التصويت التابعة للدائرة الخامسة بالقاهرة، التى تضم أقسام المرج وعين شمس والمطرية والسلام، بسبب تغيير أرقام مرشحى «الفردى» فى الكشوفات، الذين يبلغ عددهم 143 مرشحا، موزعين بين الفئات والعمال، مما تسبب فى ارتباك شديد للناخبين، خصوصا أن كثيرا من الناخبين لا يعرف القراءة والكتابة، ويعتمد على حفظ رقم المرشح ورمزه الانتخابى وسط زحمة الرموز والأرقام بورقة الانتخابات. الطوابير التى امتدت فى صفوف لا نهائية أمام اللجان، قابلها تأخر وصول الأوراق والصناديق فى عدد كبير من اللجان حتى الساعة التاسعة فى مدرسة محمد كريم وعمر مكرم والجيل الحر فى عزبة النخل، وفى بعض اللجان إلى العاشرة والنصف، مثل مدرسة الرشاد وعاطف العسكرى، بينما لم تصل لا الأوراق ولا الصناديق إلى مدارس التحرير وأحمد عرابى بالمطرية ونهضة عين شمس حتى الساعة الثانية عشرة، كما تأخر بعض القضاة فى عدد من اللجان فى مدرسة على بن أبى طالب بالمطرية، فتم ضم كل لجنتين معا، وإشراف القاضى على لجنتين فرعيتين معا فى نفس الوقت، ونتج عن ذلك زيادة التكدس أمام اللجان فى طوابير جامدة، ورحيل بعض الناخبين من كبار السن الذين يوجدون من السابعة صباحا، بسبب الإرهاق وانتظار فتح اللجان. مندوبو الإخوان والسلفيين كانوا الأكثر وجودا وسيطرة أمام مداخل لجان الدائرة، واستمر أنصار أحزاب «الحرية والعدالة، والنور، والإصلاح والتنمية، والوفد، والعربى الناصرى، والعدل» فى توزيع أوراق الدعاية طوال عملية التصويت، أمس، وسط غياب ملحوظ لمندوبى تحالفى «الكتلة المصرية» و«الثورة مستمرة»، اللذين كثفا وجودهما فى أحياء مدينة نصر ومصر الجديدة، مكتفين بالملصقات الدعائية فى دائرة المرج والمطرية. فى «عين شمس» ظهر الارتباك واضحا فى مدارس «الخنساء ومحمود خاطر ومحمد عبده والريادة الخاصة وأم الأبطال الإعدادية ونهضة مصر و6 أكتوبر»، وفى بعض اللجان لم يقم أحد بالتصويت حتى الواحدة ظهرا. رئيس لجنة الانتخابات بمدرسة محمود خاطر بعين شمس المستشار وائل الشريف، قال إن تأخر التصويت كان بسبب تأخر وصول الأوراق، مشيرا إلى أن القضاة حضروا فى تمام الساعة الثامنة صباحا، فلم يجدوا الأوراق أو الموظفين. يذكر أن الحالة الأمنية كانت هادئة حتى الظهر، وانتشر الأمن والشرطة العسكرية بشكل مكثف ولم تحدث أى أمور تعكر حالة الهدوء الأمنية.