اللحية تسيطر على الشمال الإفريقى، كلمات بدت صحيحة تماما بعدما تم تأكيد فوز حزب العدالة والتنمية ذى المرجعية الإسلامية على العدد الأوفر فى أول انتخابات عقب التعديلات الدستورية التى أقرها الملك محمد السادس الصيف الماضى. هيمنة «العدالة والتنمية» على مقاعد البرلمان رغم أن النظام الانتخابى للمغرب يجعل من الصعب على أى حزب أن يحظى بأغلبية مطلقة، جعل حركة «النساء قادمات» تنظم مظاهرة فى العاصمة الرباط مساء أول من أمس (السبت) تندد بفوز الحزب الإسلامى. فالحركة النسائية على ما يبدو خرجت فى شارع محمد الخامس، خشية أن يؤثر فوز «العدالة والتنمية» على حرية المرأة، ورددن شعارات تطالب باحترام النساء كشريحة مهمة فى المجتمع لا يقوم بسواهن، متخوفات من إصدار قوانين بفرض الحجاب أو ما شابه ذلك. عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، رد على تلك المخاوف بقوله «إذا أردنا الفشل فسنفرض الحجاب أو النقاب على المرأة، لا يمكننا أن نتدخل فى اختيارات الناس، وإذا كنا جادين فى النجاح فلن يمكننا ذلك»، خصوصا أن الخيار الصعب الذى يواجه الحزب هو تنفيذ وعوده الانتخابية، حيث وعد بالحد من الفقر ورفع الأجور بنسبة 50%. بن كيران أكد كذلك أنه لتشكيل تحالف قد يكون مع الكتلة الديمقراطية، التى تضم حزب الاستقلال ثانى أكبر حاصد للمقاعد فى البرلمان، الذى يتزعمه عباس الفاسى رئيس الوزراء المنتهية ولايته، وهو ما رحب به عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، عبد الله البقالى. الحزب الإسلامى الذى يوصف بالمعتدل نجح على ما يبدو فى الاستفادة من إعلان جماعة العدل والإحسان الإسلامية المتشددة مقاطعة الانتخابات، حيث يصف مراقبون أن الجماعة لها وجود قوى فى الشارع المغربى، ومشاركتها ستعمل على تفتيت الكتلة التصويتية التى ذهبت بدورها إلى «العدالة والتنمية». فوز «العدالة والتنمية» بأغلبية البرلمان سيمنحها -وفق التعديلات الدستورية- إمكانية تشكيل الحكومة، ليصبح الحزب الإسلامى ثانى حزب ذا مرجعية إسلامية يهيمن على البرلمان بعد ثورات الربيع العربى بعد حزب النهضة فى تونس