عين العاهل السعودى الملك عبد الله ابنه عبد العزيز فى منصب نائب وزير الخارجية أول من أمس الجمعة فى تحرك يبدو أنه يستهدف تعزيز دور الملك فى السياسة الخارجية.. وقالت وكالة الأنباء السعودية إن هذه الخطوة تأتى فى إطار سلسلة من التعيينات التى أصدرها الملك الذى تجاوز عمره ثمانين عاما. وقضى الملك عبد الله وأخوه غير الشقيق الأمير سلطان ولى العهد -وهو أيضا فى ثمانينيات العمر- أوقاتا خارج المملكة للعلاج فى السنوات القليلة الماضية. ويشغل الأمير سعود الفيصل منصب وزير الخارجية منذ 1975، لكنه يجد صعوبة فى التحدث علنا بسبب مرضه. وتعيين الأمير عبد العزيز اليوم يضع نجل الملك فى موقع الصدارة لتولى حقيبة الخارجية التى تكهن محللون فى السابق بأنها قد تؤول إلى الأمير تركى الفيصل شقيق الأمير سعود ورئيس جهاز المخابرات السابق. كان الملك عبد الله عين ابنه الأمير متعب رئيسا للحرس الوطنى العام الماضى. ويقول محللون إن وزير الداخلية الأمير نايف مؤهل ليكون ملكا للبلاد لكن الملك عبد الله يسعى لتعزيز حلفائه بينما لا يزال فى الحكم التعليق : رسلان: الظروف الصحية للعاهل السعودى جعلته يتوجه نحو ترسيخ أقدام أبنائه الدكتور هانى رسلان، رئيس تحرير ملف الأهرام الاستراتيجى: الأمر يتعلق بشكل مباشر بتداول شؤون السلطة بالسعودية، والتوترات الخاصة بمستقبل الحكم فى المملكة، خصوصا أن هناك شعورا عميقا بالقلق من حدوث صراعات داخل العائلة المالكة، ويبدو أن كثرة عددهم والظروف الصحية التى يمر بها الملك عبد الله وكبر سنه، جعلته يتوجه نحو ترسيخ أقدام أبنائه فيما يخص إدارة البلاد، وهو ليس القرار الأول من نوعه، فقد حدث من قبل عندما تم تعيين الأمير «متعب» رئيسا للحرس الوطنى، وهو منصب يسمح بوصوله للحكم، إلا أن الحظ الأوفر للأمير عبد العزيز، لأن السلطة غالبا سوف تنتقل لوزير الخارجية بعد الملك عبد الله، مما يدل على محاولة الملك توسيع نفوذ أبنائه ليكون لهم الأولوية للوصول للحكم التحليل: الملك العجوز يعزز قبضته على السلطة لمواجهة الصراعات داخل الأسرة الحاكمة الحالة الصحية للملك عبد الله ما زالت تسلط الضوء يوميا على قضية من سيخلفه بعد وفاته، وقد تأتى خطوة تعيين نجله نائبا لوزير الخارجية دليلا على سعى الملك العجوز لتعزيز قبضته على السلطة، فى وقت يقضى أغلبه فى الخارج لتلقى العلاج. وكان الملك عبد الله عين ابنه الأمير متعب رئيسا للحرس الوطنى العام الماضى فى مواجهة لصراع نفوذ تزداد حدته داخل الأسرة الحاكمة. يذكر أن السلطات السعودية منذ أيام قد ألقت القبض على تنظيم سرى يضم 16 شخصا بينهم أكاديميون سعوا لقلب نظام الحكم هذا ويعد الأمير نايف أبرز المتنافسين لخلافة الملك عبد الله، وهو يمثل جناحا فى العائلة أكثر تشددا وقربا من السلطة الدينية بالإضافة إلى خلفية أمنية قمعية. ولا يزال البعض يتساءل عما قد يؤدى إليه استمرار سيطرة العائلة المالكة، إلا أن التوقعات تشير إلى أن الدولة الرعوية ربما ستظل بعيدة كل البعد عن ثورات الربيع، بسبب ما يتمتع به مواطنوها من دخول مرتفعة قد تجعل غالبيتهم أكثر تخليا عن المطالبة بإصلاحات راديكالية وتطلعا إلى نظام ديمقراطى حديث .