الساديه هى إستمتاعك بممارسة التعذيب ضد الآخر.. بينما المازوخيه هى إستمتاعك بممارسة الآخر التعذيب ضدك.. وعلى الرغم من أنهما كما يبدوان لكم يقفان موقف النقيض من بعضهما البعض إلا أنهما – وفى حاله نادره وغير مسبوقه – قد إجتمعا فى المجلس العسكرى الذى ترك المصريون يقتلون مكتفيا بالإعتذار (الشديد) لهم وتاركا من يقتلونه يواصلون عملية قتله وإبادته تلك على الرغم من قدرته على الإيقاف الفورى لكل ما يحدث بمكالمة تليفون.. فقط مكالمة تليفون.. وهنا تكمن ساديته على المستوى الجسدى.. فمن الواضح تماما أن المجلس موافق على ما يحدث من عمليات قتل وسحل وخنق وإباده بالغاز للمصريين الشرفاء.. بدليل أنها بمنتهى البساطه لا تزال تحدث.. إلا أن قادته كلما خرجوا علينا أخبرونا بمدى حبهم واحترامهم لهذا الشعب.. وقبل أن ينهى القائد من دول كلمته التى لم نعد نسمعها سوى من خلال التليفزيون المصرى يكون شهيدا جديدا قد سقط وجريح آخر قد جرح ومختنق جديد قد فقد قدرته على التنفس وأصيب بحاله عنيفه من التشنج إثر إصابة جهازه التنفسى من جراء إستخدام الغاز المسمم والمسرطن والممنوع دوليا ضده.. وتلك هى قمة الساديه.. أن أخبرك بأنى أحبك فى اللحظه نفسها التى أقوم فيها بتعذيبك وبإيلامك وبجعلك تهز رأسك وتحرك يدك فى تشنج بحثا عن بصيص من الهواء تحاول إدخاله إلى رئتيك ولكنك للأسف لا تستطيع.. وكلما تعذبت أكثر.. أؤكد لك على حبى أكثر فى الوقت نفسه الذى أؤلمك فيه أكثر وأكثر ! مساء الأربعاء كان اللواء حجازى يؤكد على ضرورة ذهاب المصريين إلى صناديق الإنتخاب بروح المقاتل.. واضح تماما أن سيادته لم يلاحظ بعد وعلى الرغم من مرور عشرة أشهر بحالهم أنه يتحدث إلى شعب مدنى وليس إلى كتيبة عسكريه مقاتله.. كان سيادته يخبرنا بأنه حتى لو كانت هناك إنفلاتات أمنيه وبلطجيه.. إنزلوا واستحملوا واعتبروا أنكم بصدد عمليه قتاليه وليست إنتخابات.. وفى هذا الصدد فليسمح لى سيادته بأن أخبره أنها عمليه إنتخابيه وليست قتاليه.. وأننا ينبغى أن نذهب للإدلاء بأصواتنا بروح المحبين لهذا الوطن وليس بروح المقاتلين والمتعورين بسيوف وسنج البلطجيه الذين تعرفهم الداخليه – المسؤوله أساسا عن تأمين العمليه الإنتخابيه – واحدا واحدا بالإسم وبالعنوان وبرقم الموبايل.. وبنفس المنطق التحذيرى بتاع موقعة الجمل والذى حذرنا الجيش قبلها من ضرورة إخلاء الميدان نظرا لوقوع أحداث جلل.. بينما المنطق ينص على أنه بدلا من تحذيرنا من وقوع الإعتداء فلتمنع وقوعه من البدايه.. ها هى قيادات الجيش تحث الشباب على ضرورة حراسة مداخل العمارات المطله على الميدان نظرا لتوقع إعتلاء بعض البلطجيه لأسطحها والإعتداء على المتظاهرين.. يا سلام.. طب ما تقبضوا عليهم طالما أنكم تمتلكون المعلومات.. إلا أنها الساديه التى أخبرتكم عنها.. التلذذ بتخويفك وإرعابك وتعذيبك وإيلامك! و هنا يأتى دور رد فعل الشعب الذى لم ينتج عن ذلك الحب العارم الذى يحبه المجلس العسكرى له سوى قتله وإلقاء جثث شهداؤه فى الزباله.. وهو رد الفعل المتمثل فى الكراهيه.. فقط الكراهيه.. وهو أضعف الإيمان.. فأى شعب طبيعى جدا أن يكره من يحاول قتله وإيذاؤه وتركيعه وإيلامه.. وهنا تبرز مازوخية المجلس على المستوى النفسى.. فإذا كانت ساديته على المستوى الجسدى تكمن فى الإستمتاع بمشاهدتك تتألم وأنت تحاول إدخال الهواء إلى رئتيك فلا تستطيع.. فإن مازوخيته على المستوى النفسى تتمثل فى إستمتاعه بتلك الكراهيه المتناميه ضده فى صدور من إئتمنوه على أنفسهم فصمت تواطئا منه على منع الهواء عن الدخول إلى رئاتهم! ماذا يظن هؤلاء القاده بالظبط.. هل يظنون أن الشعب لا زال يصدق تلك البيانات التى يعتذرون فيها عن الشهداء الجدد على أيدى سافكى دماء الشهداء القدامى أنفسهم والذين لم تتم محاسبتهم بعد؟!.. هل يظنون أن الشعب سوف يصدق إعتذارهم بعد كل ما حدث منهم.. إن لم يكن بالفعل المباشر.. فهو بالصمت تواطئا منهم على إرتكاب فعل يملكون إيقافه بمكالمة تليفون بسيطه.. بات من الواضح تماما السبب وراء عدم عملها.. ألا وهو أن رصيدهم لم يعد يسمح.. أو بمعنى أصح.. أن رصيدهم قد إنتهى تماما!