منذ 6 أشهر بدأ الغضب الإسبانى على يد مجموعة شباب معارض أطلقوا على أنفسهم «الغاضبون»، خرجوا إلى شوارع إسبانيا واعتصموا فى ميادينها سعيا وراء تحقيق «الديمقراطية الحقيقية» الآن وليس لاحقا. وكما أخذوا الإلهام من الربيع العربى، كانوا هم الآخرون مصدر إلهام لأوروبا، حيث اندلعت احتجاجات مماثلة فى فرنسا وإيطاليا واليونان وغيرها. الغاضبون الإسبان أعادوا الحماسة السياسية إلى إسبانيا التى لم تشهد أحداثا كهذه منذ نهاية الديكتاتورية الفرنكوية منذ 36 عاما. بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية المصرية، ستشهد إسبانيا انتخابات تشريعية يوم 20 من نوفمبر الحالى، التى تم تقديمها عن موعدها الذى كان مقررا فى مارس المقبل لتهدئة الغاضبين، الذى لم يلحظ أحد أنه بالصدفة ذكرى سقوط الفرنكوية، تظاهر عدد من الغاضبين، أول من أمس، الأحد، فى مدريد، تحت شعار «لنغير النظام الآن» و«هم لا يمثلوننا»، رافضين اليمين واليسار معا، قبل أسبوع من بداية الانتخابات التشريعية. حيث يعتقد معظم الشعب الإسبانى، وليس الشباب فقط أن كل السياسيين فاسدون، وليسوا قادرين على إعادة الدولة إلى سابق عهدها. وعن عدم تأسيس الغاضبين حزبا سياسيا، يمكنهم من خلاله المشاركة فى الانتخابات، نقلت صحيفة «جارديان» البريطانية عن المتحدث الرسمى باسم الحركة، كارلوس باريديس، أن النظام الإسبانى فاسد، وهو ما يسهل فوز أكبر حزبين فى إسبانيا، حزب الشعب والحزب الاشتراكى، وهو يعتقد أن الدور الأساسى للحركة، أداة ضغط فقط. وأعلن إطلاق حملة توعية قبيل الانتخابات لتشجيع الناس على التصويت للأحزاب الصغيرة، كما قامت الحركة بعمل رسوم بيانية، توضح طرق التصويت للأحزاب فى كل دائرة انتخابية. ومن أبرز المنافسين فى الانتخابات المقبلة، مرشح حزب الشعب اليمينى المحافظ، ماريانو راخوى، والذى تشير التوقعات إلى أنه سيحل محل رئيس الوزراء الحالى، خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، ومرشح الحزب الاشتراكى الحاكم، الفريدو روبالكابا، وزير الداخلية السابق والنائب الأول للرئيس الإسبانى.