لا تزال أصداء الإعلان، عن إعادة فتح قنوات اتصال مباشر، بين واشنطن والإخوان المسلمين، تطرح نفسها بقوة. فى مصر، تتصاعد المخاوف من أن تتمكن الولاياتالمتحدة، من جذب أبناء الإمام حسن البنا إلى معسكرها، بديلا عن النظام البائد. وفى الولاياتالمتحدة يبدو القلق واضحا لدى عدد من الدوائر الأمريكية، من أن يتحول الود المبالغ فيه، من قبل إدارة الرئيس أوباما، تجاه الإخوان، إلى شوكة فى ظهر واشنطن، فى المستقبل. «وجود اتصالات أمريكية مع الإخوان، أمر طبيعى، لا غرابة فيه، لكن الخطأ هو إعلان هيلارى كلينتون عنها». تحليل يسوقه أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية، فى جامعة «جورج واشنطن»الأمريكية، ناثان براون، معتبرا أن تصدى الخارجية الأمريكية للإعلان عن هذه الاتصالات يثير «توقعات لمخاوف مبالغ فيها»، فى إشارة إلى الخوف من وصول الإسلاميين إلى الحكم فى مصر. يعود المحلل الأمريكى ليؤكد أن أى اتصال، بين الطرفين مستقبلا «سيكون محدودا وحذرا للغاية»، حسب ما جاء فى تقرير لمجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية، أول من أمس. «الإخوان فوبيا» التى تسيطر على بعض ممن فى الكونجرس»، فى رأى براون، المسؤول الأول، عن تلعثم العلاقة، بين مسؤولى الإدارة الأمريكية والجماعة، فى الماضى، لافتا إلى وجود مخاوف مماثلة من قبل الإخوان أنفسهم، حتى خلال فترة الاتصالات الضعيفة والمحدودة بين الجانبين، منذ عام 2005 حتى 2010، حيث انطلقت الاتهامات، من خصوم الإخوان والنظام البائد، حول ترحيب الجماعة بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة، إضافة إلى مخاوف الإدارة الأمريكية من «الإرهاب والعنف السياسى، ومراعاتها حساسية تعامل النظام السابق مع هذا الملف»، لكنه توقع أن لا يقتصر عمل الدبلوماسية الأمريكية فى مصر، فى المرحلة القادمة، على الحوار مع الحركات الإسلامية، «ستسعى، وإن كان بشكل بطىء ومحدود، إلى الاتصال، بعديد من الرموز الاجتماعية والسياسية». «الأعداد الغفيرة للسلفيين، التى ظهرت فى المليونية الأخيرة فى ميدان التحرير، تُبقى الفرص فى الفوز بالسلطة متساوية بين القوى السياسية المصرية كافة، سواء كانت إسلامية أو غير إسلامية»، هكذا يقطع براون، موضحا وجود مؤشرات إيجابية، حول إعادة بناء البلاد نظاما سياسيا، يتمتع بانتخابات نزيهة، وكتابة دستور جديد، بعد أن توصلت القوى السياسية إلى أرضية مشتركة، وإن كانت محدودة للغاية.