«زامر الحى لا يطرب».. مثل يقال عن الأشخاص الذين لا يطربهم إبداع عزف ابن الحى رغم روعته، وينبهرون بعزف الغريب الذى لا يعرفونه، وهذا المثل يتبادر إلى الذهن حينما نشاهد الممثل أحمد آدم واقفا أمام مظاهرة سلمية فى أحد ميادين تركيا مبهورا بها، يظل آدم مبهورا تماما بمظاهرة تضم فئات مختلفة من المجتمع التركى، وهو يخاطب الكاميرا تارة بإعجاب شديد بوحدة المجتمع التركى، وتارة أخرى بحزن، وهو يتحسر على حال العرب وتفرق شملهم، وأخذ يقوم بعملية تبكيت طويلة للمشاهد العربى، وعلى أى حال هو فى نهاية الفقرة يلطم على وجهه من الخيبة العربية.. أداء أحمد آدم فى تلك الحلقة من برنامجه «بنى آدم شو» هو تقريبا حال أدائه فى أغلب حلقات البرنامج التى قدمت حتى الآن، والبرنامج يحتفى بكل شىء فى تركيا: النظام والعمل والصناعة والتعليم والشوارع والأرصفة والناس والجماد والطير وكل شىء يتنفس فى تركيا! فى ظل حالة السبوبة التى تشهدها البرامج الرمضانية أن يتغير شكل برنامج «بنى آدم شو» من برنامج استاند أب كوميدى ساخر يتناول الشأن الداخلى المصرى إلى نسخة سطحية من برامج الرحلات الوثائقية، والغريب أن تقوم قناة الحياة المصرية بتقديم برنامج دعائى مجانى يحتفى بانبهار مبالغ فيه بالإنجازات التركية. نقل نماذج من تجربة النهضة التركية أمر جيد ومطلوب بلا شك، ولكن دون جلد يومى للذات، ودون أن نضطر لمشاهدة 30 حلقة كاملة عن تركيا بهذا الإلحاح اليومى المثير للملل.