من يقف وراء «فرقة ناجى عطا الله» المشبوهة؟! لو فيه حد فيكم بيحب الممثل عادل إمام لازم ينصحه ويمنعه بسرعة عن اللى هو بيعمله دلوقتى، فعادل إمام يتجه حاليا بمنتهى الإصرار والعناد نحو سقطة فنية وسياسية فادحة ضد مصلحته ومصلحة بلده وأهلها وجيشها أيضا.. وأنا هنا أتحدث عن المسلسل التليفزيونى الذى يصوره عادل حاليا وأوشك على الانتهاء منه، وهو مسلسل «فرقة ناجى عطا الله»، فهذا المسلسل «مصيبة» بكل ما فى هذه الكلمة من معانٍ خبيثة سوداء. وفكرته تدور حول الضابط ناجى عطا الله، الذى يترك الخدمة العسكرية فى الجيش المصرى ويلتحق بالعمل فى السفارة المصرية بإسرائيل، حيث يزاول هناك أعمالا تجارية خاصة بجانب عمله الرسمى، ثم يتعرض ناجى لعملية نصب من أحد رجال الأعمال الإسرائيليين، فيقرر أن ينتقم ويسترد حقه بسرقة بنك إسرائيلى من داخل العاصمة تل أبيب. ولتنفيذ هذه المهمة يستعين الضابط ناجى بمجموعة من شباب الجيش المصرى المتميزين بالقوة والخبرة فى السطو والإجرام وفتح الخزن لكى يساعدوه فى اقتحام البنك الإسرائيلى وسرقته فى «عز الظهر»، وينجحون فى هذا بالفعل ثم يعودون إلى بلادهم سالمين، غانمين، سارقين. وبعيدا عن قواعد النقد الفنى وخزعبلات التحليل الدرامى، فإن هذه الفكرة الفاسدة بهذا المضمون الخبيث تؤكد أن شباب الجيش المصرى وقادته من الضباط الكبار المخضرمين، هم فى واقع الأمر مجموعة من أمهر وأعتى اللصوص المحترفين، بدليل أنهم نجحوا ببراعة فى سرقة بنك من داخل قلب عاصمة إسرائيل شخصيا، كما تؤكد هذه الفكرة أيضا أن المصريين يفضلون استرداد حقوقهم بالسطو والسرقة والبلطجة لا بالحق الشرعى المحترم. بالذمة فيه حد يرضى أو يقبل الكلام ده؟ وهل وصل غرور عادل إمام واستهتاره وعدم انتمائه إلى حد الإساءة إلى مؤسستنا العسكرية ورجالها الشرفاء؟ إن دول العالم وشعوبها فى كل أنحاء الأرض أشادت بثورة رجال مصر السلمية، وأشادت أيضا بحماية الجيش لها وبحرصه على أن لا يغرق بلدنا الجميل فى بحور دماء الحرب الأهلية، كما حدث ويحدث فى بعض دول الجوار، وحرام بعد كل هذا التقدير والتبجيل أن يأتى الأستاذ عادل إمام ليصورنا كحفنة من اللصوص ويقبض فى مقابل هذا ثلاثين مليون جنيه أجرا. وإذا كان عادل إمام مغيب الوعى والضمير إلى هذه الدرجة فكيف سمحت له الرقابة على المصنفات الفنية بأن يصور ويعرض هذا المسلسل «الكارثة»، خصوصا فى مثل هذه الظروف الحساسة جدا التى تمر بها البلاد، وسط المحاولات المستميتة التى يتعمد فيها البعض الإساءة إلى سمعة الجيش المصرى ومحاولة خلق فجوة ووقيعة بينه وبين الشعب؟ وإذا كان الدكتور سيد خطاب رئيس الرقابة لم ينتبه للمعنى الخبيث الذى تحويه فكرة المسلسل المذكور، فها أنا ذا قد شرحتها له وسأنتظر ما سوف يفعله، فإذا اتضح أنه فاهم وعارف وموافق فسوف أتوجه بشكواى إلى الأخ وزير الثقافة الذى يتبعه إداريا جهاز الرقابة، فإذا اتضح أيضا أنه موافق وراضٍ عن الفكرة فسأتجه بشكواى إلى رجال المجلس العسكرى للنظر والإفادة، فإذا لم يفدنى أحد بإجابة واضحة، فسوف أرفع شكواى إلى العزيز القدير، وحسبى الله ونعم الوكيل. لقد كان عادل إمام من الفنانين ذوى الحظوة الذين لا يرد لهم طلب عند أى مسؤول وذلك لعلاقته الوثيقة برباعى آل مبارك (حسنى وجمال وعلاء وسوزان)، ولذلك لم يكن رئيس الرقابة يقدر أن يرفض له أى عمل أو مشهد فى أى فيلم من أفلامه، لكن يبدو أن الدكتور سيد خطاب لم يصل إليه بعد منشور إدارى رسمى بأن هناك ثورة قد قامت فى مصر المحروسة، لذلك لم يراجع الزعيم عادل إمام فى فكرة مسلسله هذا، ولم يفكر حتى فى نصحه بتغييرها أو تعديلها وبقيت الحال كما هى. ولولا علمى بأن مسلسل «فرقة ناجى عطا الله» قد تم إنتاجه وتمويله برأسمال عربى غير مصرى، لأقسمت أنه من إنتاج بنى إسرائيل بذات نفسهم، لأن هذه الفكرة الشيطانية الجهنمية لا يأتى بمثلها إلا من كان يكره مصر وجيشها كراهية التحريم، وأنا واثق بأن المسؤولين عن التليفزيون الإسرائيلى سوف يسارعون إلى شراء هذا المسلسل بأعلى الأسعار ليعرضوه على شاشاتهم وشاشات العالم ويقولوا: «آدى اللى قالوه المصريين والعرب على نفسهم بنفسهم». هذا وقد اشترى التليفزيون المصرى فى العصر البائد أيام أنس الفقى وأسامة الشيخ هذا المسلسل «الفضيحة» بأعلى الأسعار، لأنه بطولة النجم المسنود «ملكيا» عادل إمام، وكان من المتوقع بعد «طيران» العائلة المالكة وبعد سجن أنس والشيخ، أن يفسخ التليفزيون المصرى فى عهده الثورى الجديد عقد شراء هذا المسلسل المشبوه، لكن المدهش أن تليفزيون مصر الغائب عن الوعى لم يفسخ العقد، وسوف يعرضه بإذن الله فى رمضان القادم مع تليفزيون إسرائيل حسب توقعاتى.. وزغرطى يا اللى مانتيش فاهمة حاجة. عزيزى «الزعيم» عادل إمام -كما تحب أن يطلق الناس عليك- أنا لا أعيب فيك أن تغير رأيك ومبدأك السياسى بسرعة البرق من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، لأنك دائما وفى كل الأحوال تنطق وتعمل لمصلحتك ومنفعتك الشخصية فقط لا غير، فبالأمس القريب أعلنت تأييدك المطلق للمخلوع حسنى مبارك وولده جمال الذى بايعته علنا فى وراثة عزبة مصر، وكانت هذه المبايعة فى برنامج تليفزيونى شهير، ثم سرعان ما عكست رأيك تماما بعد الثورة وأعلنت تأييدك لرجالها فى برامج تليفزيونية شهيرة أيضا، وأنا لن أتهمك -كما فعل البعض- بأنك تركب الموجة وتتلون كالحرباء، أو بأنك «بهلوان» السلطة و«أراجوز» السلطان، ولكنى فقط أطلب منك أن تغير فكرة موضوع مسلسلك أو تعدلها، حتى تبتعد بها عن أشواك الفتنة والإساءة إلى وطنك وشعبك، الذى أحبك وصنع منك نجما أيام كنت تمتعه وتضحكه، وعيب بعد السنين دى كلها تضحك علينا وتختم مشوارك الفنى بفضيحة «ناجى عطا الله».