بلسان التهديد وبلهجة العالم بخفايا الأمور ونوايا الدول الأخرى، حذر الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز من تزايد احتمالات شن هجوم على إيران «سواء من جانب إسرائيل أو دول أخرى»، فى حديث للقناة الثانية الخاصة فى التليفزيون الإسرائيلى كان تصريح بيريز الذى أضاف فيه أن «أجهزة الاستخبارات لمختلف الدول التى تراقب إيران قلقة وتضغط على قادتها للتحذير من أن طهران على وشك الحصول على السلاح الذرى، وبالتالى فعلينا أن نتوجه إلى هذه الدول لضمان الوفاء بالتزاماتها.. لا بد من القيام بذلك، وهناك لائحة طويلة من الخيارات». لائحة الخيارات ليست طويلة بعكس ما يقوله بيريز، فهى لا تضم سوى خيارين، أولهما زيادة جرعة العقوبات على طهران وهو ما تؤيده الحكومة الأمنية الإسرائيلية التى تريد تفادى الخيار الكارثى الثانى بالحرب على إيران أو توجيه ضربة محدودة لمنشآتها النووية سواء من جانب تل أبيب أو حلفائها فى واشنطن ولندن. خيار الحرب يدعمه بقوة نتنياهو ووزير خارجيته ليبرمان ويستندان إلى التسريبات حول التقرير ربع السنوى المرتقب للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البرنامج الإيرانى، الذى قال عنه دبلوماسيون غربيون إنه سيزيد الشكوك فى سعى طهران لامتلاك قنبلة نووية، لكنه لن يقول ذلك صراحة. إسرائيل أعلنت مؤخرا أنها باتت جاهزة عسكريا لمواجهة إيران، خصوصا بعد اختبارها صاروخا قادرا على الوصول إلى طهران، بينما ينقسم الرأى العام داخلها حاليا بنسبة شبه متساوية بين مؤيد لضرب المنشآت النووية الإيرانية (41%) ومعارض للعملية (39%)، بحسب استطلاع للرأى أجرى مؤخرا. نفس السيناريو يتكرر إذن، ونفس الحجج والمزاعم، مثلما حدث مع العراق، وبدأ الحديث، قبل ضربها، عن أسلحة الدمار الشامل وتفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية. منشآت بغداد التى اعتبرتها واشنطن «غير بريئة»، يعود نفس الحديث للتكرار هذه المرة. ولكن باستبدال إيران بجارتها العراق، وربما لن يمر وقت طويل قبل أن نشاهد نفس مشاهد الختام. عاصمة مدمرة ودولة ممزقة وتسريبات بأن الأدلة التى استخدمت لضرب طهران كانت مفبركة كما اتضح بشأن مثيلاتها العراقية من قبل.