اندهشت كثيرا فى الفترة الأخيرة من حجم الأموال التى أنفقت على الأندية الأوربية من المستثمرين العرب، والأكثر غرابة أنه فى أوروبا هناك حاليا 20 مستثمرا أجنبيا يسيطرون على أوروبا، أكثرهم إنفاقا هم العرب بعد الصراع القوى والعنيف بين الشيخ منصور بن زايد، مالك نادى مان سيتى، وعائلة آل ثانى القطرية، التى تمتلك ثلاثة أندية فى فرنسا وإسبانيا، والواضح أنه لن تنتهى بعد خروج منافسين آخرين من لعبة الإنفاق بشراهة، خصوصا الروسى إبراموفبيتش، لأنه تعامل بفكر متطور، مع أنه الأغنى بين أقرانه من ملاك الأندية، ولكن ما فعله الروسى مالك تشيلسى أنه عندما تملك عقود النادى الإنجليزى اتجه فى المقام الأول إلى رجل يدعى بيتر كنيون صانع المان يونايتد فى الألفية الثانية تعاقد معه مديرا للنادى قبل المدرب واللاعبين، لأنه يعلم جيدا أن كرة القدم أصبحت إدارة واحترافا وفكرا مثلما هى أداء داخل الملعب، ونجح بالفعل فى أن يجعل من تشيلسى فريقا منافسا على كل البطولات. الطريف فى الموضوع أن الأوروبيين صنفوا المستثمرين الأجانب إلى أربعة أصناف، الأول هم الأمريكان ممتلكو المان والأرسنال وروما وأندية عدة، وأنهم أصحاب عقلية البزنس، يعنى الشراء للربح، والدليل أن الأرسنال الفريق الوحيد من الأندية الإنجليزية الذى لديه فائض فى الربح بما يعادل 55 مليون باوند. ثانيا تجربة المان مع جيلتس، الكل يعلم أن المان مديون بما يقرب من 560 باوند، ولكن قيمة المان فى السوق مليار و560 مليون باوند، عندما أرادت عائلة آل ثانى القطرية شراءه بعد صفقة «هاردز» الشهيرة، يعنى هناك فائض يساوى المليار، وهذا دليل قاطع على عقلية البزنس التى لدى الأمريكان عند شراء أى ناد رياضى، والسعى فقط إلى العائد المادى. ثانى الأصناف هم رجال الأعمال الهنود، وهم موجودون بكثرة فى العالم الكروى الأوروبى، ولكن لدواعٍ سياسية بحتة لا تعنيهم لغة الخسارة، الأهم هو إبراز اسم الهند كدولة تمتلك رجال أعمال يمتلكون أكبر وأقوى الأندية الإنجليزية، وأهمهم بلاكبيرن. ثالثا الروس باستثناء الفذ إبراموفيتش، نجد أنهم يسعون فقط لمنافسة الأمريكان كدولتين عظميين، حتى فى كرة القدم دون هدف حقيقى للاستثمار فى الأندية، حتى بعد دخول أغنى رجل فى العالم الروسى عثمانوف لشراء حصة من أسهم الأرسنال الشهير. الصنف الرابع وهم العرب وهم كثرة فى أوروبا حاليا ما بين إمارتى، وقطرى، ومصرى، ويطلق عليهم أصحاب الشو الإعلامى فى الدوريات الأوروبية للظهور والوجود فقط لإعلاء أسمائهم وضخ مبالغ مالية، صحيح أن الشيخ منصور جعل اسم مان سيتى بين الكبار، ولكن فى الصفقات فقط لا غير لم يتعامل مثلما فعل الروسى إبراموفيتش.. الإدارة ثم الإدارة.. يكفى أن أقول إن الشيخ منصور حقق الرقم القياسى للإنفاق، الذى لم يتحقق فى تاريخ البريمرليج، مليار باوند فى عامه الأول عند شرائه للنادى، وهو رقم يعجز أى رجل أعمل فى العالم تخطيه، ولذلك أطلق السير أليكس فيرجسون المدير الفنى للمان يونايتد، لقب الانتحارى على مالك السيتى، المشكلة الأكبر حاليا عند الأوروببين والحقيقة التى تجعل من بلاتينى يعمل ليل نهار لإيقاف نزيف الأموال والصراع الملتهب الذى أشعله العرب هى هل سيعجز باقى رجال الأعمال على مقارعة الملاك العرب؟ فى اعتقادى الشخصى نعم، نظرا لتوافر المال وبكثرة، ولكن تنقصهم الحرفة الإدارية فى عالم كرة القدم والاقتناع بأن المال لا يصنع فريقا... وهذا الكلام ينطبق على كتيبة رجال الأعمال الحاليين فى مصر، هدف واحد، الشو الإعلامى، التجارب واضحة والنهاية سقوط كل الأندية المصرية التى تولاها رجال الأعمال بعد أول خسارة، على فكرة أنا لست ضد رجال الأعمال، ولكن أنا مع الفكر والإدارة الرياضية المحترفة.