انتهت الانتخابات الداخلية العلنية التى أجراها مكتب الإرشاد العام لجماعة الإخوان المسلمين فى اجتماعه الطارئ، أول من أمس، بفوز المهندس عبد العظيم أبو سيف الشرقاوى، ممثلا عن قطاع شمال الصعيد، حيث حصل على 68 صوتا من إجمالى 107 أصوات من مجلس شورى «الإخوان»، كما حصل العضو محمد أحمد إبراهيم على 77 صوتا، بينما حصل حسام أبو بكر الصديق على 60 صوتا، وحل الثلاثة خلفا للأعضاء السابقين محمد سعد الكتاتنى، ومحمد مرسى، وعصام العريان، الذين تولوا قيادة حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة. أجريت الانتخابات فى أحد الفنادق الخمس نجوم الشهيرة فى مدينة نصر، وفى ظل وجود إعلامى مكثف، وبحضور 107 أعضاء من إجمالى 120، هم كل أعضاء مجلس شورى «الإخوان». ترأس لجنة الانتخابات، التى أجريت تحت شعار «أحلام الأمس، حقائق اليوم.. وأحلام اليوم، حقائق غدا»، القيادى بالجماعة محمد العزباوى، وضمت فى عضويتها كلاً من أمين عام الجماعة الدكتور محمود حسين، بالإضافة إلى الدكتور محمد عليوة، بينما اعتذر 9 أعضاء عن عدم الترشح، لتوليهم أمانات الحزب فى المحافظات، وهم حسين إبراهيم، وأحمد دياب، وأسامة سليمان، وفريد إسماعيل، وسيد حزين، ورجب البنا، وعبده البردويلى، ومحمد عبد الرحمن. كما شهدت الانتخابات اعتذارا عن عدم الحضور من قبل بعض أعضاء مجلس شورى الجماعة مثل صبرى عرفة، وعصام حشيش، وعلى عبد الرحيم التعليق: العزباوى: إجراء دورى وعادى.. واللافت هو قدرة الجماعة على التعبئة السياسية يسرى العزباوى، خبير الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية: الانتخابات الداخلية التى تمت أمر دورى عادى من الناحية الإجرائية داخل الجماعة، إلا أن الجديد فيها أنها تجرى للمرة الأولى فى العلن، وهو أمر طبيعى فى ظل الوضع السياسى الحالى للبلاد، ولكن اللقطة ليست فى الانتخابات نفسها، وإنما فى ما تمرره تلك العملية من فكرة سيطرة الجماعة على المناخ العام، واستطاعتها عمل ما يسمى سياسيا ب«التعبئة» وإظهار القوة والتحكم والتنظيم، الذى يؤهلهم لانتخابات مجلس الشعب القادمة التى يطمحون فى السيطرة عليها، لأنها ستكون المحك الحقيقى لإظهار قوة «الإخوان»، فضلا عن محاولاتهم لسد الفجوات وإنهاء الانتخابات الداخلية، وافتتاح مقرات لهم فى المحافظات والقرى المختلفة، والتى تعد مؤشرا جيدا على انتعاش الحياة السياسية، تجعلنا نستطيع القول بأن «الإخوان» حلت محل الحزب الوطنى «المنحل»، إلا أن المأخذ الوحيد عليهم الآن هو انتهاجهم نهج النظام البائد فى تنصيب أنفسهم وكلاء عن الشعب، وكأنه غير مؤهل سياسيا التحليل: الانتخابات تعطى صورة جيدة عن ديمقراطية «الإخوان».. وتؤكد تداخل الحزب مع الجماعة جاءت انتخابات «الإخوان المسلمين» التكميلية لمكتب الإرشاد لتثبت أن هناك فصلا بين الجماعة والحزب، والحقيقة أن الجماعة ليست فى حاجة إلى إثبات ذلك فى الوقت الحالى. فالحزب خارج من رحم الجماعة، ومترجم فكرتها ومرجعيتها من الناحية السياسية، فهو بحق ذراعها السياسية رغم رفض الجماعة لهذا الوصف، خصوصا مع الازدواجية الواضحة بين الحزب والجماعة، فأعضاء مكتب الإرشاد الثلاثة وهم الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة، والدكتور عصام العريان نائب رئيس الحزب، والدكتور محمد سعد الكتاتنى الأمين العام للحزب، شاركوا فى الانتخابات وفى اختيار من سيخلفهم، باعتبار أنهم أعضاء فى مجلس الشورى العام. ومجلس الشورى هو الهيئة التشريعية للجماعة وصاحب القرار الأول فيها فى ظل إعلاء مبدأ الشورى والديمقراطية، ويضم 120 فردا منتخبين من قواعد الجماعة، يمثلون رأى الجماعة ويرسمون سياساتها، فأين الفصل إذن بين قيادات الحزب ومجلس الشورى، وبالتالى عن الجماعة خصوصا أن استبعادهم فقط من مكتب الإرشاد، وهو ليس سوى الجهة التنفيذية لما يسنه مجلس الشورى، والأكثر من ذلك أن أعضاء مجلس شورى الجماعة بمن فيهم مرسى والعريان والكتاتنى، هم من قاموا فى مارس الماضى بانتخاب قيادات حزب الحرية والعدالة بمن فيهم الدكتور رفيق حبيب، النائب الثانى لرئيس الحزب. يبقى أنه إذا أرادت الجماعة إثبات ديمقراطيتها أن تقوم بتنظيم انتخابات بداية من الشعب وحتى مكتب الإرشاد، ومنصب المرشد بهذا الشكل العلنى الشفاف الذى يعطى صورة طيبة عن الديمقراطية داخل «الإخوان».