من حقهم أيضا أن يعيشوا، ليس ذنبهم أن حكومات المخلوع نسيتهم فى زحام حلقات الفساد التى نسجوها، 20 مليون جنيه، هى المبلغ الذى يتوقف عليه العمل بمركز زراعة الكبد فى جامعة أسيوط، ذلك الحلم الذى ينهى آلام الآلاف من مرضى الكبد بصعيد مصر، فالمركز الذى أنفق عليه حتى الآن 80 مليون جنيه على الإنشاءات والمعدات ما زال فى حاجة لمعدات طبية ووحدة عناية مركزة وأسرة. محافظ أسيوط السابق إبراهيم حماد قرر التبرع قبيل رحيله بأسبوع بمليون جنيه من صندوق الخدمة بالمحافظة للمساعدة فى استكمال العمل بالمركز، وكان ينوى البدء فى حملة لجمع التبرعات تبدأ فى شهر رمضان الحالى، إلا أن القدر لم يمهله لتحقيق ذلك. مركز زراعة الكبد والمعهد المتخصص فى أمراض الكبد هو الأول من نوعه بصعيد مصر حيث تم تخصيص أرض له داخل حرم مستشفيات جامعة أسيوط، وكان الدعم الأول الذى تلقاه المركز من أحد رجال الخير «مؤسسة الراجحى السعودية» التى تبرعت بمبلغ 52 مليون جنيه. عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية الدكتور ماهر العسال يقول إن الجامعة وفرت 30 مليون جنيه من مواردها، إضافة إلى 52 مليون جنيه المتبرع بها، وانفقتها على عملية الإنشاءات والتجهيزات وبعض المعدات، ويحتاج المركز إلى 20 مليون جنيه لتوفير وحدة للعناية المركزة، وباقى المعدات الطبية، وهو ما أدى لتوقف العمل بالمركز فى انتظار توافر المبلغ الذى يحيى الأمل لدى المصابين بأمراض الكبد. أستاذ أمراض الجهاز الهضمى والكبد بجامعة أسيوط الدكتور عبد الغنى سليمان يشير إلى أن المؤتمر العلمى الرابع لمعهد جنوب مصر للأورام بجامعة أسيوط كشف عن أن التدخل الجراحى لا يصلح إلا فى 20% من حالات الإصابة بسرطان الكبد وأن أهل الصعيد يعانون من ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض الكبد فى ظل عدم وجود مستشفى متخصص فى علاج تلك الأمراض التى تصل نسبة الإصابة بها فى القرى إلى 40 و50% فوق سن الأربعين، وناشد رئيس جامعة أسيوط الدكتور مصطفى كمال أصحاب القلوب الرحيمة وأهل الخير خصوصا فى شهر رمضان بتحمل مسؤولياتهم فى تحقيق حلم مرضى الكبد وتخفيف معاناة أهاليهم، خصوصا أن المرض يعتبر أحد الأسباب الرئيسية للوفاة بين المواطنين فى الآونة الأخيرة،