الإخوان والنقابات، علاقات غامضة، تتكشف مع الوقت، إذ شهدت نقابة المهن العلمية انسحابا جماعيا لمرشحى قائمة «علميون متحدون» من انتخابات النقابة المقرر انعقادها فى الثامن والعشرين من الشهر الجارى، اعتراضا على إصرار مجلس النقابة الحالى، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، على التدخل والتأثير فى إدارة العملية الانتخابية بجميع مراحلها، ومناصرة مرشحى الجماعة على حساب باقى المرشحين.. وبعد أن هدد المرشحون المنسحبون قبل أيام بتنظيم وقفة احتجاجية ضد لجنة إدارة الانتخابات، صعّدوا أمس من موقفهم، وقرروا الاعتصام لأول مرة فى تاريخ النقابة، داخل إحدى قاعات الاجتماعات، للمطالبة بوقف وإعادة إجراءات الترشح فى انتخابات نقابتهم. عديد من المخالفات التى تشكك فى نزاهة انتخابات النقابة، رصدها المرشحون المنسحبون فى بيان لهم أول من أمس، حيث قال المرشح المنسحب أحمد وجيه إن اللجنة المشرفة على الانتخابات كانت قد أقرت بارتكاب المجلس الحالى مخالفات عدة فى إدارة الانتخابات، منها إجراء التحويلات التلقائية للناخبين من الشعب المختلفة إلى شعبة العلوم الطبية، بالمخالفة لقرارات الجمعية العمومية، وهو ما علق عليه رئيس اللجنة المشرفة الدكتور حافظ شمس الدين، بقوله إنه لا يحق لمجلس النقابة تحويل الناخبين من أعضاء النقابة إلى شعبة أخرى بشكل تلقائى. مخالفة أخرى أشد فجاجة، أشار إليها بيان قائمة المرشحين المنسحبين، وهى قيام بعض المرشحين التابعين لقائمة الإخوان، باستخراج كارنيهات لطلاب كليات العلوم، بالمخالفة للقانون، الذى يشترط أن يكون المقيد فى النقابة من الخريجين، بهدف حشد أصوات لصالح مرشحى الجماعة، وهو ما كشف عنه خلال اجتماع اللجنة المشرفة على الانتخابات قبل أيام، حيث أقرت اللجنة ببطلان «الكارنيهات» الصادرة من لجنة شباب العلميين واعتبارها لا تمثل عضوية النقابة ولا تمنح لحاملها الحق فى ممارسة أى نشاط خاص بالنقابة، خصوصا الترشح أو الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات. بيان المنسحبين، رصد أيضا مخالفة طبع كتيبات على نفقة النقابة، للدعاية إلى المجلس القديم تحت عنوان «إنجازات رغم الأزمات». بما يمثل إهدارا صريحا لأموال النقابة، لصالح «فصيل سياسى يسعى إلى توريث النقابة»، بدلا من توظيف تلك الأموال لصالح العملية الانتخابية على وجه العموم، بحسب نص البيان.