يقفون على الجانب الآخر من الحياة، يُخرجون لسانهم للداخلية قائلين بكل بجاحة «أنا أهو لو شاطر تعالى امسكنى»، وبين جبروتهم وتخاذل الأجهزة الأمنية يقف المواطن البسيط لا حول له ولا قوة، لا يأمن على نفسه وأهله وماله فى تلك الحالة من الترهل الأمنى التى يلعب فيها البلطجية دورا بارزا يضربون بأمن الناس عرض الحائط، فى قدرة غير مفهومة على التبجح. شوقى المحروق أو كما يطلق عليه البعض شوقى «كسيحة»، شخص هزيل البدن لا يزيد وزنه على 55 كيلوجراما ولا يزيد طوله على 160 سم، اكتسب شهرة واسعة فى عالم الإجرام ولقب نفسه بصاحب القلب الميت، بعد أن تحول من لص عادى متخصص فى السرقات إلى كائن ليلى لا يخشى الموت، وصار الأطفال يتصارعون على من يحمل اسمه ويتقمص شخصيته فى لعبة عسكر وحرامية، والأقوى فيهم يطلق عليه «شوقى المحروق». لم يكن «المحروق» هو الاسم الحركى لأخطر مسجل عرفته الشرقية، لكنه لقب اكتسبه شوقى محمد إبراهيم الأقرع، 35 سنة، المقيم بمدينة القنايات من أول حادثة تعرض لها، عندما سرق جاموسة من الجزار الذى كان يعمل لديه كلاّفا، وبسبب ذلك قام الجزار بتعليقه على باب المحل، وسكب عليه ماء النار فضاعت معظم ملامح وجهه، ومن هنا أطلقوا عليه لقب «المحروق»، بعدها نسبت التحقيقات وتحريات المباحث إلى المحروق عمليات إجرامية عديدة منها سرقة الأطفال علنا وطلب فدية مالية مقابل عودتهم، وأكثر من 5 حالات اغتصاب، وسرقة أكثر من 20 سيارة بالإكراه. الجدير بالذكر أن قوات الأمن حاولت مرارا القبض عليه، لكنه فى كل مرة كان يهرب بسبب وجود معاونين لديه يخبرونه بمواعيد الحملات الأمنية المتجهة للقبض عليه، ليبقى المحروق أسطورة يرددها أهالى الشرقية. ومن الشرقية إلى أقصى الصعيد حيث الأساطير التى لا تنتهى عن رجل الإجرام الأشهر الذى عجزت الشرطة عن الإيقاع به، وجرت العادة على تسميته ب«خط الصعيد»، ففى الأقصر ألقت أجهزة الأمن القبض على مجرم يدعى هاشم العزب أطلقوا عليه هذا اللقب، وكان بطل عملية قتل رئيس مباحث القصير وحكم عليه هو وذراعه اليمنى ياسر الحمبولى بالمؤبد، غير أن الأخير ما زال هاربا وتحول خلال فترة قصيرة إلى مجرم استحق أن يحصل على لقب «الخُط»، ورغم أن سجله الإجرامى حافل بالجرائم التى منها اقتحام محطة بنزين بالكرنك بغرض سرقتها، وقتل عاملين فيها، وكذلك اقتحم نقطة شرطة فى مدينة الأقصر واستولى على الأسلحة التى بها. وفى القليوبية هناك أكثر من بلطجى اكتسبوا شهرة كبيرة فى عالم الإجرام والبلطجة، منهم جهاد الصعيدى الشهير ب«فرعون شبرا»، وهو مجرم تنطبق عليه مقولة «كل ذى عاهة جبار»، لأنه فقد إحدى ذراعيه فهو بذراع واحدة بعد تعاطيه حقنة ماكس بطريق الخطأ تسببت فى نقله إلى المستشفى وبتر ذراعه، الغريب أن الفرعون اعتقل 6 مرات نظرا لخطورته الشديدة على الأمن العام، ويتركز نشاط هذا البلطجى فى تجارة السلاح والمخدرات ويهوى كثيرا، حسبما أشيع عنه، فرض السيطرة وفرض النفوذ والمنظرة والتباهى بين زملائه من البلطجية والخارجين عن القانون، والمدهش أن بعض العناصر التى تنتمى إلى الجماعات السلفية حاولت أن تتدخل وتدعوه إلى الهداية والتوبة، وعرضوا عليه إعطاءه مبلغا من المال وتزويجه ليعيش حياة بعيدة عن الإجرام، إلا أنه رفض وأصر على مواصلة نشاطه الإجرامى. وفى مركز قليوب هناك أيضا بلطجى ذاع صيته يتخذ من حدائق البرتقال فى رمادة وكرا له يختبئ فيه بعيدا عن أعين الأمن متحصنا ومستعينا بعدد من البلطجية، «فرافيرو» متخصص فى سرقة السيارات وطلب فدية من صاحبها، وإلا يقوم بتقطيعها وبيعها أجزاء، وأشيع أنه وراء سرقة سيارة الدكتور محمد البلتاجى أمين حزب الحرية والعدالة فى القاهرة، قبل أن يعيدها مقابل 14 ألف جنيه، وكذلك سيارة نائب سابق مقابل 80 ألف جنيه، وحكايات الأهالى وتحريات المباحث وتفاصيل البلاغات التى تقدم ضده تقول إنه يقوم بتخزين كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة والسيارات المسروقة فى الوكر الذى يختبئ فيه، ولا يزال طليقا يهدد الأمن العام بنشاطه الإجرامى