أكدت مصر صحة التقارير التى أفادت بأن إسرائيل قدمت اعتذارا رسميا لمصر حول مقتل الجنود المصريين على الحدود يوم الثامن عشر من أغسطس الماضى، والذى أدى إلى توتر العلاقات بين الجانبين، وتلاه محاولات من أفراد من الشعب المصرى اقتحام السفارة الإسرائيلية ونجحوا على أثرها فى إنزال العلم الإسرائيلى مرتين من على المبنى الذى يضم السفارة. وجاء التأكيد المصرى حول الاعتذار الإسرائيلى الرسمى على لسان وزير الخارجية، محمد كامل عمرو، وذلك فى تصريح صحفى أول من أمس، وقال الوزير «إن مصر تلقت بالفعل كتابا رسميا صادرا عن وزارة الدفاع الإسرائيلية تعرب فيه إسرائيل عن اعتذارها وعميق أسفها، وكذلك مواساتها أسرَ الضحايا الذين سقطوا جراء النيران الإسرائيلية فى ذلك اليوم». وأشار عمرو، إلى أن هذه الخطوة من جانب إسرائيل «تمثل استجابة للمطلب المصرى الصادر عن اللجنة الوزارية التى تشكلت لمتابعة الحادثة وتداعياتها». ونقل الموقع عن صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية قولها إن وزير الدفاع الإسرائيلى، إيهود باراك، «قدم اعتذارا رسميا عن مقتل الجنود المصريين على الحدود مع إسرائيل وإن الاعتذار جاء بعد انتهاء التحقيقات المشتركة بين الجانبين المصرى والإسرائيلى» وأكدت الصحيفة أن «تعتيما فُرض على تفاصيل ونتائج التحقيقات». التحليل: تل أبيب خائفة من عزلتها.. والخطوة القادمة إصلاح العلاقات مع تركيا انظر إلى الأحداث التى سبقت اعتذار تل أبيب عن قتل الجنود المصريين لتعرف لماذا جاء فى هذا الوقت ومن دولة لا تعترف أبدا بخطاياها، حيث ستجد أن كل الأحداث جمعها أمر واحد، أنها لم تكن فى صالح تل أبيب بل كانت وبالا عليها. على رأس الأحداث انهيار العلاقات مع تركيا وطرد الأخيرة سفير إسرائيل بسبب عدم اعتذارها عن الهجوم على «مرمرة» العام الماضى وبعدها بأيام لحقه زميله بالقاهرة عقب اقتحام سفارة إسرائيل، لهذا فأحد أسباب الاعتذار هو خوف تل أبيب من العزلة الدولية بانقطاع علاقاتها مع دولة كمصر وربما جاءت الأيام القادمة بمحاولات لإصلاح الأمور مع أنقرة. يأتى من ضمن الأسباب أيضا حالة الذعر التى لا تنتهى مع إسرائيل من شبح انهيار السلام مع القاهرة، إعلامها لم يتوقف منذ شهور عن القول إن هذا الانهيار سيؤدى إلى تقوية حماس أكثر فأكثر وتحويل غزة إلى جبهة «دائمة الاشتعال» ضد تل أبيب. ولعل من بين الأسباب أو التهديدات، كما تراها إسرائيل، التى دفعتها إلى الاعتذار، قرب التصويت على الدولة الفلسطينية واعتقاد تل أبيب أن رام الله قد تتراجع عن طلب العضوية فى ظل ما تسميه إسرائيل «بادرات حسن النية»، والاعتذار بالتالى قد يكون جزءا من صفقة لرد الاعتبار للجنرالات المصريين فى هذا التوقيت الحرج، مقابل الضغط من جانبهم على السلطة الفلسطينية للتخلى عن دولتها المحتملة.