ساعات قليلة وينطلق الدورى المصرى فى ثوبه الجديد لموسم 2011-2012، وكلها ساعات تعد على أصابع الأيدى، ونثبت للعالم كله أننا متحضرون بكل الأشكال والألوان. وما بين هاجس التخوف الذى ينتاب الجميع من عدم اكتمال المسابقة، أقف هنا برسالة أتمنى أن تصل إلى كل العقلاء والحكماء، حتى نحقق المراد من الحلم الذى بات على كل لسان، وهو أن الدورى فى نسخته الجديدة سيكون ذا طعم ومذاق خاص. تأمين المباريات، هو المحور الأساسى الذى يجعل الجميع يترقب حدوثه، ولكننا بحاجة إلى ترشيد وتنويه. فأتمنى أن نجد لجانا شعبية من روابط الألتراس تساعد الأمن والشرطة على تنظيم الدخول، وأتمنى أن أجد جمهورا واعيا يشجع بحماس على مدار التسعين دقيقة من دون الاستفزاز، وأتمنى من الأمن أن يتعامل مع الجمهور كبنى آدميين، لا كعبيد ويقمع من دون تفكير بأن هذا القمع (ضرب وسب) سيجعل الجمهور متعنتا إلى ما لا نهاية. والرسالة هنا للجمهور، بأن الأمن ليس بخصم عنيد، ولكنه بحاجة إلى التفاهم والتسييس. المجلس العسكرى الموقر، درع الأمن والحماية للمباريات سيأتى بسهولة إذا ما أوصلت تعليماتك إلى رجال الأمن بأن يكون هناك تفاهم وتعامل نفسى لين ومحترم مع المشجعين، لأن التعامل النفسى هو همزة الوصل المهمة فى حفظ كيان الأمن، وخروج المباريات إلى بر الأمان. حتى اللاعبون والأجهزة، عليهم التحلى بخلق الأدب فى التعامل مع الحكام، فلا داعى للاستفزازات الجماهيرية، ولا داعى من استثارة الجمهور نحو الحكام، والحكام أيضا عليهم الاجتهاد وعدم المهاترات التى تجعل جو الملعب عصيبا ومستفزا. وعلى اتحاد الكرة، أن لا يكيل بمكيالين، فلا فرق بين الأندية الشعبية التى تحمل عبء الجمهور على عاتقها، وأندية صغيرة تحضر بعدد قليل من الجمهور، إذا ما أخطأ الكبير عوقب على قدر الخطأ، لأن من قمة الأخطاء التى حدثت فى الماضى، كانت التفرقة فى الغرامات والعقوبات، فحدث ما حدث وصار ما صار. إن الأمل لا يزال يراودنى فى نجاح الدورى المصرى إذا ما ثقف الإعلام الجمهور نحو التأمين السليم والصحيح فى المباريات، لأن الجمهور المصرى يعى تماما أن إلغاء الدورى سيحرمهم من المتعة، ولكنهم بحاجة إلى الفهم من الوعى والصبر، وهو ما سنحاول الوصول إليه. الجميع لا بد أن يتكاتف، والجميع لا بد أن يعمل، لأن تأمين المباريات ليس مسؤولية الأمن فقط، بل مسؤولية كل لاعب وإدارى ومشجع، وأيضا أمانة فى عنق مسؤولى الاتحاد، ورجالات الإعلام لا بد أن نعلم أن لكل مؤسسة وفرد دوره فى مساعدة البلد للنهوض والوقوف على قدميها مرة تانية وثالثة، بمعنى نريد جمهورا مثقفا يساعد رجال الأمن، نريد رجال أمن يتعاملون مع الجمهور بذكاء لتخطى المحنة، نريد مجلسا عسكريا يعطى تعليمات للأمن بالهدوء، نريد اتحادا قويا يأخذ بأيدى الدولة فى موسم صعب وشاق على كل كوادر الدولة، نريد لجنة مسابقات لديها لوائح وقوانين، نريد حكاما قضاة ملاعب، نريد إعلاما نزيها ومثقفا بعيدا عن التعصب وإشعال النار فى جماهير أندية المحافظات، نريد أجهزة فنية ولعّيبة تكون فى قمة الالتزام لتعود صورة مصر الأمنية التى كانت بلد الأمن والأمان، علشان كده تأمين الدورى مسؤولية شعب.