نجح البيان الذى وقعه بعض الأحزاب السبت الماضى فى اجتماعها مع المجلس العسكرى أن يشعل النيران فى هذه الأحزاب من الداخل، لكنه نجح أيضا فى أن يكون مبررا قويا لمليونية الجمعة القادمة، التى اصطلح على تسميتها مبدئيا ب«جمعة العزل»، وأسهم فى كشف الصراع على الغنائم بين الوفد والإخوان من ناحية، وبين الإسلاميين والكتلة المصرية من جهة أخرى.. الخلاف لم يتوقف عند توقيع بعض الأحزاب على البيان، بل انتقل إلى مكتسبات اللقاء، وهو ما حدث فى اجتماع التحالف الديمقراطى، مساء أول من أمس، بعد «خناقة» بين حزبى الوفد والحرية والعدالة على تمثيلهما الانتخابى، وهو ما انتهى إلى رفض أحزاب التحالف فكرة وجود القائمتين لمنع الالتباس. وفيما أعلن الدكتور محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة، أن التحالف سيخوض الانتخابات بقائمة واحدة، أعلن رئيس حزب الوفد، السيد البدوى، أن التحالف سيخوض الاستحقاق الانتخابى بقائمتين، «الكتلة المصرية» بدا أنها تغرد خارج سرب «الغنائم الانتخابية»، فالكتلة التى أعلنت منذ تأسيسها أنها لن تضم إليها جماعة الإخوان المسلمين التى، على حد وصفهم، صفعت القوى المدنية على وجهها بارتمائها فى أحضان التيارات الإسلامية منذ استفتاء 19 مارس، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، محمد أبو الغار، عضو الكتلة المصرية، ذهب أمس فى لقاء مع المجلس العسكرى، ليوقع على البيان، مع إضافة عبارة «نحترم الجيش ولكن نحتفظ بحق الاختلاف أو الاتفاق مع قراراته»، فى الوقت الذى يحاول فيه الحزب اجتذاب «ائتلاف شباب الثورة»، للانضمام فى تحالف انتخابى واحد، فأبو الغار تابع بقلق اتصالات تحالف الوفد والإخوان مع «ائتلاف شباب الثورة»، حرصا منه على وجود شباب الثورة، وتحديدا المعروفين إعلاميا على قائمة تحالفه الانتخابى، وهو ما لم يجد فيه صعوبة، خصوصا أن غالبية أعضاء المكتب التنفيذى لائتلاف شباب الثورة تنتمى إلى أحزاب منتمية للكتلة المصرية.