السيدة العجوز التى شاخت. قضية هزت الرأى العام الإيطالى والعالمى السنوات السابقة. من لم يكتب عن هذا المارد الإيطالى؟ فهو أعرق الأندية الإيطالية، يكفى أن اسمه ارتبط بميشيل بلاتينى رئيس الاتحاد الأوروبى الحالى. ألبيانكو نيرو، كان أجمل قطعة فى بلاد الطليان. القضية فيها تلاعب واتهم فيها منذ سنوات قليلة معظم عناصر الرياضة الإيطالية من اتحاد وحكام ولاعبين ومدربين وصحفيين وإداريين. لم يترك أحد، الكل نال العقوبة الكافية من قبل القاضى الشهير سافريو بوريلو، الذى تولى القضية من البداية إلى النهاية. قام بإصدار مطبوعة اسمها «الكتاب الأسود للكالتشيو الإيطالى». وتمت إدانة عناصر مؤثرة فى الكرة الإيطالية، ولها تأثير قوى ونفوذ جبار، بداية من لوشانو مودجى أقوى مدير إدارى إيطالى فى التاريخ ونهاية بالسيدة العجوز والهبوط إلى الدرجة الثانية لمجرد التلاعب فى المباريات. تصوروا.. هبوط اليوفى وهو رمز الحياة الكروية الإيطالية، يعنى انقلابا فى إيطاليا. هل يستطيع أى قاض أو سياسى أو مسؤول التعرض والاقتراب؟ إنها السيدة العجوز صاحبة النفوذ والأيادى الطويلة. الفارق شاسع بين قضية اليوفى والقضايا المطروحة فى مصر. هناك تلاعب بالأوروبى تم القضاء عليه، وهنا تلاعب بالإفريقى والمصرى لم ولن يتم القضاء عليه. هناك أشخاص يعملون لصالح الكرة ومصالح الدولة، وهنا أشخاص ليس لهم علاقة بالكرة ومصالح الدولة. هناك قوانين ولوائح تحكم التلاعب والرشاوى، وهنا ناس لا تعلم أن هناك تلاعبا ورشاوى. هناك أشخاص لديهم لوائح وقوانين وخطط للنهوض بكرة القدم، وهنا أشخاص مارسوا فقط كرة القدم. هناك أشخاص يعملون كمحترفين وبالفعل هم محترفون، وهنا أشخاص لم يصلوا إلى حد الهواية. هناك أشخاص ليس لديهم مصالح شخصية، وهنا أشخاص تحكمهم المصالح الشخصية. ما يحدث حتى الآن مع السيدة العجوز من عدم القدرة على العودة مرة ثانية إلى مصاف الأندية الكبيرة المنافسة على البطولات يؤكد مقولة إنه ليس هناك كبير فى عالم المستديرة. لا أعتقد أن هناك رشاوى فى الدورى الممتاز والحمد الله، ولكن هناك مجاملات من بعض الأندية كانت تستوجب وقفة حاسمة والتحقيق فى أحداث بعض المباريات لوقف حالة الصخب والجدل الواسع ما بين مجامل ومتلاعب، الاثنان فى عالم كرة القدم متواطئان. هذا هو الفارق بين اتحاد وآخر، وبين ناد كبير التزم بالقوانين واللوائح وأندية مصرية ليس لها كبير ولا رادع. السؤال: هل هناك أكبر من اليوفينتوس؟ أعتقد لا. أتمنى أن نتعلم من درس صعب وقوى على نصف جماهير العالم التى تعشق السيدة العجوز.