استهدف المحتجون العراقيون خلال الحراك المتواصل منذ أكثر من شهر، الأحزاب السياسية والمليشيات الطائفية التي تربطها علاقات وثيقة بطهران، للحد من النفوذ الإيراني. تعتبر الأحذية مهينة بطبيعتها في الدول العربية ، لذا يستخدمها المحتجون في تلك الدول للتعبير عن الرفض ، وأصبحت تلك الوسيلة سلاح أساسي يستخدمه العراقيون في تظاهراتهم منذ سقوط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وثار الشعب العراقي بمختلف طوائفه خلال الانتفاضة الأخيرة المستمرة من أكثر من شهر ضد النفوذ الإيراني ولم يجد العراقيون الثائرون أفضل من "الحذاء" ضد هذه الهيمنة المتواصلة منذ سنوات طويلة ، وتظاهر العراقيون ضد التدخلات والانتهاكات الإيرانية في بلده، رافعين الأحذية في وجه زعماء إيران لرفض الهيمنة. غضب مستعريلقي العديد من المتظاهرين باللائمة على إيران وحلفائها في أعمال عنف مميتة في مدينة البصرةالجنوبية العام الماضي وخلال موجة من الاحتجاجات في أوائل أكتوبر، حيث قتلت قوات الأمن نحو 150 شخصا في أقل من أسبوع، برصاص قناصة يستهدفون رؤوس وصدور المتظاهرين.وتكشف الاحتجاجات المناهضة لحكومة العراق عن غضب غضب مستعر يلقي العديد من المتظاهرين باللائمة على إيران وحلفائها في أعمال عنف مميتة في مدينة البصرةالجنوبية العام الماضي وخلال موجة من الاحتجاجات في أوائل أكتوبر، حيث قتلت قوات الأمن نحو 150 شخصا في أقل من أسبوع، برصاص قناصة يستهدفون رؤوس وصدور المتظاهرين. وتكشف الاحتجاجات المناهضة لحكومة العراق عن غضب مستعر ضد إيران وتغلغل نفوذها، الأمر الذي دفع المحتجين لحرق مقرات الأحزاب، والمليشيات المرتبطة بطهران، واستخدام الأحذية لضرب صور مرشد إيران، علي خامنئي، في تكرار لمشاهد الإطاحة بالرئيس الراحل صدام حسيبن ، كما قاموا في ميدان التحرير ببغداد بصفع لافتات قاسم سليماني مهندس التدخلات العسكرية الإقليمية الإيرانية الذي ساعد في توجيه الرد على المظاهرات، وفق تقرير ل "أسوشيتدبرس". العراق.. حرق ومواجهات دموية في كربلاء ومخاوف من ميليشيات إيران وخلال الأسبوع الماضي في بغداد، تم رسم نسخة من العلم الإيراني على الرصيف حتى يتمكن المحتجون من المشي عليه. وتتبع مسيرة استخدام المحتجين العراقيين "للأحذية" في التعبير عن مشاعرهم الغاضبة ضد الساسة، منذ استخدامها ضد رئيس النظام السابق صدام حسين عند الإطاحة به، إلى التصويب على رأس الرئيس الأمريكي جورج بوش في بغداد، وصولاً إلى استخدام متظاهرين الأحذية ضد صور شخصيات إيرانية كمرشد الثورة وزعيم فيلق القدس في تكرار للمشاهد من الإطاحة بصدام قبل 16 عامًا. الاحتجاجات المناهضة للحكومة تؤججها الأوضاع الاقتصادية، وهي موجهة أساسا للقادة السياسيين، لكنها تكشف أيضا عن سخط العراقيين منذ فترة على النفوذ الإيراني، حيث استهدف المحتجون الأحزاب السياسية والمليشيات الطائفية التي تربطها علاقات وثيقة بطهران. إيران، التي خاضت حرباً مدمرة مع العراق في الثمانينيات، برزت كوسيط قوة رئيسي بعد الغزو الأمريكي للعراق، ودعمت الأحزاب الإسلامية الشيعية والميليشيات التي هيمنت على البلاد منذ ذلك الحين. متظاهرون عراقيون يحاصرون القنصلية الإيرانية بكربلاء كما أنها دعمت العديد من الفصائل التي حشدت في عام 2014 لمحاربة تنظيم "داعش" ، واكتسبت نفوذاً كبيراً أثناء قتالها مع قوات الأمن العراقية والقوات الأمريكية لهزيمة المتطرفين. ومنذ ذلك الحين، نمت تلك الفصائل، المعروفة باسم "قوات الحشد الشعبي"، لتصبح فصيلًا سياسيًا قويًا يحتل المرتبة الثانية في البرلمان. وقالت ماريا فانتابي الخبيرة في شؤون العراق في "كرايسز جروب" ومقرها بروكسل "الناس تربطهم صلة مباشرة بين فشل وفساد المؤسسة السياسية الشيعية سواء السياسيين وبعض رجال الدين والتدخل الإيراني في الشؤون العراقية". أغلبية شيعية أغلبية المتظاهرين هم في الأساس من المناطق الشيعية؛ إذ تقوض هذه التظاهرات رؤية إيران بأن تكون قائدة للشيعة. الحكومة العراقية تفشل في احتواء موجة تظاهرات جديدة ويقول المحلل السياسي العراقي واثق الهاشمي: "لقد أحرج هذا الزعماءَ الشيعة المقربين من إيران، وبعد هذه المظاهرات قد تفقد إيرانالعراق بفقدانها الشارع الشيعي". وسعت إيران إلى الحفاظ على تحالفاتها سليمة، حيث سافر سليماني إلى النجف في نهاية الأسبوع الماضي للقاء كبار رجال الدين الشيعة، وفقًا لما ذكره ثلاثة مسؤولين سياسيين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة المحادثات. ويبدو أن حلفاء إيران يراهنون على أنه مع مرور الأسابيع والأشهر، فإن عامة الناس سوف يشعرون بالإحباط من إغلاق الطرق وغيره من الاضطرابات في الحياة اليومية، وأن الاحتجاجات سوف تتلاشى تدريجياً ، بحسب "العربية". رفض الإساءة في المقابل، هددت جماعة شيعية عراقية تطلق على نفسها اسم "أنصار الحشد الشعبي" بأنها لن تبقى مكتوفة الأيدي إزاء الشعارات والهتافات "المسيئة" لإيران وللمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ولقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية ارنا عن بيان للجماعة الشيعية التي يبدو أنها أنشأت حديثا على خلاف ميليشيات شيعية أخرى منضوية تحت لواء الحشد، أن "أنصار الحشد" ترفض رفضا قاطعا الإساءة لإيران وقياداتها في المظاهرات التي يشهدها العراق. وهذا أحدث وأوضح تهديد تطلقه جماعة شيعية موالية لإيران وسط أنباء عن تحريك طهران ميليشياتها في العراق لتفكيك الاحتجاجات التي رفعت فيها شعارات مناوئة لنفوذ إيران في العراق ومنددة بالفساد وبالتغلغل الإيراني في مفاصل الدولة. القتل لم ينفع.. ثورة العراق ولبنان ضد الاستعمار الإيرانى مستمرة وكانت وزارة الخارجية العراقية قد حذرت المتظاهرين من العبث بأمن البعثات والقنصليات، قائلة إنها "خط أحمر لا يُسمح بتجاوزه"، بعد قيام بعض المتظاهرين بالاعتداء على القنصلية العامة الإيرانية في محافظة كربلاء جنوببغداد. وأكدت الوزارة في بيان على موقعها الإلكتروني على "التزامها بحرمة البعثات الدبلوماسية التي كفلتها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، وضرورة عدم تعريض أمنها للخطر".