بعد إعلان نتائج الانتخابات التونسية أعلن زبير الشهودي القيادي بحركة النهضة، مدير مكتب راشد الغنوشي، استقالته من الحزب عقب الهزيمة وفشل الحركة في استقطاب الناخبين بعد السقوط المدوي لإخوان تونس في الانتخابات الرئاسية التونسية، سادت حالة من التصدع بين صفوف حركة "النهضة" على خلفية نتائج الانتخابات، بعد إعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فوز أستاذ القانون قيس سعيد، والإعلامي نبيل القروي في الجولة الأولى. وجاء مرشح النهضة عبد الفتاح مورو في المركز الثالث بحصوله على 12.9% من إجمالي الأصوات، وحل وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي في المركز الرابع ب10.73% وخلفه رئيس الحكومة يوسف الشاهد ب7.3%. وسيخوض المرشحان الدور الثاني الذي سيحدد تاريخه من قبَل الهيئة بعد انتهاء آجال الطعون والإعلان عن النتائج بصفة نهائية. نتائج غير متوقعة نتائج الرئاسة التونسية جاءت على عكس ما توقع خبراء وساسة غربيون وتونسيون حول الشخصيات المرشحة للفوز بالمنصب، متجاهلين نقطتين مهمتين وهما فقدان الشعب التونسي للثقة في النخبة السياسية التى تتصدر المشهد الراهن، وحاجة الشعب إلى التنمية في وقت تعيش فيه البلاد أزمة اقتصادية خانقة. بعثة مراقبي نتائج غير متوقعة نتائج الرئاسة التونسية جاءت على عكس ما توقع خبراء وساسة غربيون وتونسيون حول الشخصيات المرشحة للفوز بالمنصب، متجاهلين نقطتين مهمتين وهما فقدان الشعب التونسي للثقة في النخبة السياسية التى تتصدر المشهد الراهن، وحاجة الشعب إلى التنمية في وقت تعيش فيه البلاد أزمة اقتصادية خانقة. بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي في تونس قالت: "إن الدور الأول من الانتخابات الرئاسية المبكرة كان شفافا"، مع تعبيرها عن الأسف؛ لعدم تمكن مرشحين من القيام بحملتهم في إشارة إلى القروي. وبحسب المراقبين الأوروبيين، فإن الحملة الانتخابية كانت "تعددية"، مبدين مع ذلك تحفظا بشأن إنصاف الاقتراع للجميع. وجاء في بيان "مع الإقرار باستقلالية السلطة القضائية، تعد البعثة أن السلطات المعنية لم تتخذ الإجراءات الضرورية التي تتيح للمرشحين القيام بحملتهم في احترام لمبدأ تساوي الفرص المُضمنة في القانون التونسي". مسجون ومجهول يتصدران.. ماذا يجري في انتخابات تونس؟ وأضاف كاستالادو: "ما نراه مهما هو ضمان أن تتيح الحملة الفرص ذاتها للمترشحين كافة، ومتى كان لهم وضع المرشح فيجب أن تكون لهم الحقوق والواجبات ذاتها"، مشيرا إلى أن الغضب على الأحزاب السياسية التقليدية والصعوبات الاجتماعية والاقتصادية يظل مصدر قلق. صفعة وتصدع وألقى الفوز المفاجئ والمدوي لقيس سعيد والقروي بظلاله على الساحة السياسية، حيث أقرت حركة "النهضة" التونسية بهزيمتها في الانتخابات الرئاسية التي جرت الأحد الماضي، وكانت صفعة للحركة الإخوانية. وأدت النتائج إلى تصدع صفوف "النهضة"، ففي أول رد فعل على نتائج الانتخابات، أعلن القيادي في "حركة النهضة" مدير مكتب راشد الغنوشي زبير الشهودي، استقالته من الحزب، عقب الهزيمة، وفشل الحركة الإخوانية في استقطاب الناخبين وتجميعهم حول مرشحها عبد الفتاح مورو. ووجه الشهودي في رسالة الاستقالة، التي نشرها على صفحته بموقع "فيسبوك"، انتقادات لاذعة للحزب، قائلا: "أعلن إنهاء كل مهامي القيادية في حركة النهضة والالتحاق بعامة المنخرطين، استجابة للرسالة مضمونة الوصول من الشعب العظيم"، في إشارة إلى النتائج التي أفرزتها الانتخابات الرئاسية، وعجز خطاب الحركة عن استمالة التونسيين الذين يريدون تحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية وتحقيق العدالة الاجتماعية، بعيدا عن الخطب الدينية والوعود الزائفة، وأقر بفشل حزبه في تحقيق أهداف الثورة في التنمية والرفاه. الشهودي دعا رئيس الحركة راشد الغنوشي المرشح للانتخابات البرلمانية إلى اعتزال السياسة وملازمة بيته، كما طلب منه إبعاد صهره رفيق عبد السلام، وكل القيادات الذين دلسوا إرادة الناخبين داخل الحزب وقاموا بإقصاء كل المخالفين في الرأي، حسب تعبيره. هذه الاستقالة تشير إلى حجم التصدع الذي خلفته نتائج الانتخابات في صفوف حركة النهضة، التي كشفت تآكل القاعدة الانتخابية للحزب، بعدما مني مرشحها عبد الفتاح مورو بصفعة قوية في السباق الرئاسي نحو قصر قرطاج، وهو ما مثل انتكاسة حقيقية لهذا الحزب الذي يشارك في الحكم منذ 2011. وكانت صحف فرنسية وصفت الاستحقاق ب"تسونامي سياسي" يصفع "الإخوان". هذا التصدع يأتي قبل 3 أسابيع من موعد إجراء الانتخابات البرلمانية، وفشل المرشح الإخواني عبد الفتاح مورو في العبور إلى الدور الثاني، وحل في المرتبة الثالثة، خلف المرشح المستقل قيس سعيد الذي تصدر المشهد بنسبة 18.8%، والمرشح الموقوف نبيل القروي الذي حصل على 15.7% من الأصوات. مشهد جديد الصحف التونسية الصادرة اليوم سلطت الضوء على إعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، عن مرور المترشحين للانتخابات الرئاسية قيس سعيد، ونبيل القروي، إلى الدور الثاني من الانتخابات. وتوسعت الصحف في الحديث عن قوائم المرشحين للانتخابات التشريعية المفترض عقدها في تونس يوم 6 أكتوبر المقبل، لتشكيل المقاعد ال217 لمجلس نواب تونس. وأثارت جريدة "المغرب" استفهاما جوهريا حول تداعيات النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية المبكرة على التشريعية مبرزة أن هذه النتائج تمهد نسبيا لإعادة صياغة مشهد برلماني وحزبي جديد سواء بتأكيد النزعة العقابية ومواصلة خيار تجنب الأحزاب التقليدية أو ما يمثل المنظومة والتوجه إلى من يقدمون أنفسهم كخصوم لها أو من خارجها، أم أن المزاج قد يتغير مرة أخرى وتنتهي النزعة العقابية؟ وأضافت أن المشهد مركب بشكل غير مسبوق ولا توجد معطيات متوفرة حاليا تسمح بالذهاب بعيدا في تحليله وفهمه، فقط بعض المؤشرات الأولية التي تتعلق بالمرشحين للرئاسة وبحظوظ أحزابهم في التشريعية على ضوء النتائج التي حققوها ليبرز في هذا الصدد بالأساس اسم حركة النهضة وحركة تحيا تونس والحزب الحر الدستوري والتيار الديمقراطي، حيث ستخوض هذه الأحزاب الاستحقاق التشريعي على أثر خسارتها الدور الأول من الرئاسية. جريدة "تونس أونلاين" نقلت تصريحات مدير حملة يوسف الشاهد، الذي كان من أبرز المرشحين، قائلا: "إلى العائلة الديمقراطية، خسرنا جولة ولكن المشوار متواصل. لا خيار لنا إلا الوحدة". انتخابات تونس.. قيس سعيد ونبيل القروي في الإعادة (نتائج أولية) وحول شخصية كل المترشحين، قيس سعيد، ونبيل القروي، أفاد الباحث والمختص في الاتصال والإنتروبولوجيا، كريم بوزويتة، في تصريحات لجريدة "الصباح"، أن نبيل القروي نجح في خلق "علاقة عاطفية" بينه وبين جمهوره من خلال التواصل والالتحام المباشر معهم والاقتراب من همومهم ومشاغلهم ومساعدتهم في حلها، وكذلك من خلال خطاب راديكالي ضد الدولة المتقاعسة عن مواجهة الفقر والجوع، وضد النسيان والتهميش. وحول قيس سعيد، أضاف الباحث كريم بوزويتة أن صورة الأب الصارم لم تكن بعيدة عنه ولاقت قبولا أكثر. وأفادت جريدة "الشروق" أن الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها كشفت عن نتائج غير متوقعة للأحزاب المنتمية لمختلف العائلات السياسية وهي نتائج كان بالإمكان أن تكون الأفضل للأحزاب لو وقع تفادي التشتت بين مكونات العائلة الواحدة.