كوشنر وصل إلى المنامة وهو يعتقد أن بإمكانه أن يهز الأمور، ويحقق عملية السلام التي لم تتقدم خلال العقد الماضي، من خلال خطواته الجريئة التي كانت كلها في صالح إسرائيل على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، استضافت العاصمة البحرينية، المنامة، عشرات الضيوف من الدول العربية والغربية، المشاركين في "ورشة السلام من أجل الازدهار". الورشة التي دعت إليها الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتمثل الشق الاقتصادي من صفقة القرن، لحل القضية الفلسطينية، فشلت في تحقيق أهدافها. وصفت صحيفة "الجارديان" البريطانية "صفقة القرن" بأنها أشبه بحملة تسويقية فاشلة، حيث وصل جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى البحرين للترويج لها، مقدما تنازلات غير مسبوقة، لكن حتى الآن لم يكن هناك مشترون. وأضافت أن المؤتمر الذي كان من المفترض أن يقدم طريقة جديدة لحل القضية الفلسطينية، لم يقدم سوى القليل من الحلول، إذ إن الفكرة التي يقوم عليها، وهي أن الازدهار يعد مقدمة لحل دائم، لم تلقَ قبولا حتى بين الدولتين المعنيتين. في رام اللهوغزة، لم يكن هناك اهتمام كبير بمقترحات إدارة ترامب، وفي إسرائيل قللت وأضافت أن المؤتمر الذي كان من المفترض أن يقدم طريقة جديدة لحل القضية الفلسطينية، لم يقدم سوى القليل من الحلول، إذ إن الفكرة التي يقوم عليها، وهي أن الازدهار يعد مقدمة لحل دائم، لم تلقَ قبولا حتى بين الدولتين المعنيتين. في رام اللهوغزة، لم يكن هناك اهتمام كبير بمقترحات إدارة ترامب، وفي إسرائيل قللت وسائل الإعلام المحلية من أهمية القمة، التي لم تقدم شيئا، فمبلغ ال50 مليار دولار الذي تم التعهد به لإنشاء صندوق لدعم الاقتصاد الفلسطيني والدول المجاورة، لم يكن كافيا لإثارة حماسها، رافضين المشاركة في "اللعبة" باعتبارها رشوة وقحة. ورأى العديد من المراقبين أن الحوافز الاقتصادية المخصصة لتنمية المجتمعات الفلسطينية في جميع أنحاء المنطقة، وإنعاش الضفة الغربية وقطاع غزة، لا لزوم لها في غياب البعد السياسي الذي يمكن أن يحول هذه التعهدات إلى حقائق. إلا أن التوصل إلى حل سياسي تحت إدارة ترامب سيكون أمرا صعبا، حيث كانت إدارة ترامب داعمة بشكل كبير للأجندة الإسرائيلية، وهاجمت الجانب الفلسطيني علنًا، وهو ما تسبب في مقاطعة الزعماء الفلسطينيين لهذه الورشة. «مضيعة للوقت».. الشكوك تحيط بمؤتمر المنامة وتقول الصحيفة البريطانية إن كوشنر وصل إلى المنامة وهو يعتقد أن بإمكانه أن يهز الأمور، ويحقق عملية السلام التي لم تصل إلى أي مكان خلال العقد الماضي. ومن خلال تصوير نفسه كشخص غير عادي، يبحث عن طرق جديدة لإحياء القضايا المحتضرة، فقام بالفعل بخطوات جريئة، كلها تدعم المصالح الإسرائيلية التي ينحاز إليها عقَديا. وظهر أحد ملامح موقف كوشنر السياسي عندما قال إن مبادرة السلام العربية، التي توسط فيها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، قبل 17 عامًا، لم تعد قابلة للحياة. أدت هذه التصريحات إلى طرح تساؤلات عن الصيغة المتفق عليها دوليا لحل الدولتين، في حين أن رفض المبادرة العربية كوسيلة لحل الدولتين لا يعني أن الأخيرة قد ماتت، إلا أن النقاد في رام الله وفي جميع أنحاء المنطقة سارعوا إلى التوصل لهذا الاستنتاج. قال أشرف الجعبري، الرئيس المشارك بغرفة تجارة الضفة الغربية، والفلسطيني الوحيد الذي شارك في المؤتمر: "بصراحة، نحن نطالب بدولة فلسطينية مستقلة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عام 1967". حنان عشراوي، العضو البارز في منظمة التحرير الفلسطينية، قالت عن خطة كوشنر: "إنها منفصلة تمامًا عن الواقع، فالقضية الرئيسية هنا هي الاحتلال نفسه". مؤتمر المنامة.. بين حلول السلام ومقايضة الفلسطينيين الموقف الفلسطيني قبل المؤتمر كان ضعيفا، إذ أوقفت الولاياتالمتحدة المساعدات الإنسانية، وأغلقت بعثاتها الدبلوماسية في الضفة الغربيةوغزة، وطردت الدبلوماسيين الفلسطينيين من واشنطن، كما أصاب الركود الاقتصاد الفلسطيني. ولذلك سيكون موقف الفلسطينيين ضعيفا في أي مفاوضات، وبعد أن كشف كوشنر عن خطته في المنامة، أصبح هناك الآن وضوح أكبر بشأن ما يمكن توقعه من الإدارة الأمريكية. وتقول "الجارديان": "الآن تأتي لعبة التخمين حول المدى الذي ستذهب إليه الولاياتالمتحدة في الضغط على الفلسطينيين إذا لم يشاركوا في خطتها، وتراوحت الخطط بين خنق اقتصادي كما تفعل مع إيران، أو الدفع لتغيير النظام". ومع اختتام المؤتمر، أكد توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، أن "من الغباء تماما الاعتقاد أن بإمكانك الحصول على اقتصاديات دون سياسة سليمة، لكن من غير المجدي تماما الاعتقاد أن السياسة ستنجح دون اقتصاديات تدعمها".