محمد سعد ممثل يتمتع بموهبة كبيرة، ولا يمكن إنكار هذا، لكنه حصر نفسه في أدوار معينة، وأصبح حبيسًا لها، ظلت تجلب له النجاح، حتى انقلب الحال وصارت شؤمًا عليه مع بداية الألفية الجديدة، واندلاع موجة سينما الشباب، ظهر فجأة ودون سابق إنذار، شاب فى دور ثانوى بفيلم "الناظر"، مجسدًا شخصية تُدعى "اللمبى"، ذلك الفنان كان محمد سعد، وتلك الشخصية صارت إحدى أشهر الشخصيات الكوميدية التى قدّمتها السينما المصرية، وأسهمت فى إحداث نقلة كبيرة لصاحبها، حتى إنه فى العام التالى مباشرةً قدم بطولته الأولى السينمائية، وصار لنحو 8 أعوام نجم شباك أول، بقدرة مدهشة على التلون وخلق شخصية كاملة فى كل فيلم، إلا أنه حينما ظل يكرر نفسه، خسر رهانه على الجمهور، وبدأ من كانوا ينتظرونه ينصرفون عنه تجاه نجوم آخرين. موسم أفلام عيد الفطر الحالى أثبت ذلك جيدًا، فبعد سنوات كانت فيها نجومية محمد سعد بمثابة ظاهرة وأسطورة نجاح تجارى، تلك الأسطورة التجارية وصلت قوتها إلى أن تسبب فى إحداث خلاف شهير بين أكبر شركتين للإنتاج فى مصر آنذاك، وهما العربية للإنتاج والتوزيع السينمائى، وأفلام النصر، بعد أن استطاعت الأولى أن تتعاقد موسم أفلام عيد الفطر الحالى أثبت ذلك جيدًا، فبعد سنوات كانت فيها نجومية محمد سعد بمثابة ظاهرة وأسطورة نجاح تجارى، تلك الأسطورة التجارية وصلت قوتها إلى أن تسبب فى إحداث خلاف شهير بين أكبر شركتين للإنتاج فى مصر آنذاك، وهما العربية للإنتاج والتوزيع السينمائى، وأفلام النصر، بعد أن استطاعت الأولى أن تتعاقد معه، واستمرت تلك الأزمة سنوات ولم تهدأ إلا بعد خفوت نجم محمد سعد، كما أن باقى النجوم كانوا يتجنبون الوجود فى دور العرض فى أثناء وجود فيلم لسعد، وكان البعض يطرح أعماله قبله، والبقية ينتظرون لِما بعد عرض فيلمه، منافسه بالتأكيد يُهزم، حتى هُزِم هو ولم يفق من تلك الهزيمة، ويعود لزمانه الذى أفل خاصة فى قالب كوميدى صار حبيسه. علا الشافعى: أكثر نجوم جيله موهبة وحول ذلك، تقول الناقدة علا الشافعى ل"التحرير": "محمد سعد نجم موهوب للغاية، وإحقاقًا للحق هو أكثر نجوم جيله موهبة سواء فى المسرح أو الدراما أو السينما، حتى الكوميديا التى يقدّمها نتفق أو نختلف على مستواها ولكنه يبذل فيها مجهودا جبارا، محمد سعد يعرف كيف يُعبر، يعرف كيف يوظف صوته وجسمه"، وتفسر ما يحدث له فى السنوات الأخيرة بقولها: "سعد فقد البوصلة، لم يعد يمتلك بوصلة الجمهور، نظرًا لأن ما كان يُضحك من 10 سنوات لن يُضحك الأجيال الجديدة فى الفترة الحالية، الكبار حفظوا طريقته والصغار لهم أسلوب آخر تمامًا فى الكوميديا". ظن الجميع بعد عودة محمد سعد لتحقيق النجاح وإشادة الجميع بدوره فى "الكنز" للمخرج شريف عرفة قبل عامين، أنه سيفيق من غيبوبة السنوات العجاف التى لم يقدّم فيها جديدا لجمهور يتحسر بعد كل فيلم ضعيف يقدمه، إلا أن تجربة "محمد حسين" التى ينافس بها فى موسم عيد الفطر الحالى أثبتت أن نجم شباك التذاكر الكوميدى محمد سعد خرج بالفعل ولم يعد. هذا ما تؤكده الناقدة ماجدة موريس فى تصريحاتها ل"التحرير"، وتقول: "لا ينكر أحد أن محمد سعد ممثل موهوب، ولكنه يحتاج لإدارة جيدة من مخرج قوى، بدليل أنه نجح للغاية مع شريف عرفة فى (الكنز)، كما أن نجاحاته بدأت منذ أن اكتشف فى نفسه القدرة على الكوميديا فى (الناظر) عام 2000، ونجح فى فترة كانت مليئة بإنتاج الأفلام الكوميدية، وبالتالى قدم أفلامًا على هذا النحو وحقق نجاحًا". تضيف ماجدة موريس: "حينما أعاد شريف عرفة تصحيح مسيرة محمد سعد فى (الكنز)، ظهر بطريقة رائعة للغاية، ولكن من خلال إدارة جيدة لشريف عرفة، وحينها تصورت أن محمد سعد سيعود، كان ينبغى أن يبدأ مرحلة أخرى فى مشواره، ولكنه لم يفعل، أتوقع أنه لم يُعرض عليه أفلام من هذا النوع تُظهره كممثل قدير، أو أن إصراره على استعادة مكانته فى الكوميديا دفعه ل(محمد حسين)". نفس الأمر تؤكده علا الشافعى، وتقول: "محمد سعد ساب نفسه تمامًا لشريف عرفة فى (الكنز)، قدّم دوره فقط ولم يتدخل فى الإخراج ولا الكتابة، وهذا كان سر تألقه". ورغم الهزائم الأخيرة التى تعرض لها محمد سعد فى دور العرض السينمائى، فى أفلام منها: "تك تك بوم، تتح، حياتى مبهدلة، تحت الترابيزة"، وتحديدًا الأخير الذى تذيل قائمة إيرادات موسمه، فإن "محمد حسين" هو الطامة الكبرى التى أصابت فنه، نظرًا للتعويل على نجاحه فى "الكنز"، ووعده جمهوره فى أكثر من مناسبة أن يقدّم لهم جديدًا، وبمجرد أن طرح "محمد حسين" فى دور العرض تأكد الجميع أن الفيلم ما هو إلا فصل جديد فى مسلسل إهدار محمد سعد موهبته. خسائر محمد سعد فى "محمد حسين" ليست فقط فى الوجبة السيئة التى يقدمها للجمهور، فاسم الفيلم وحده هو خسارة فى حد ذاتها، اعتدنا أن نطالع أسماء رنانة مكونة من كلمة واحدة، أو عبارة قصيرة مشتقة من أمثال شعبية، كوميدية، وهكذا، لكن أن لا تجد فى المحتوى الذى تقدّمه أى شىء يستحق أن يكون اسمًا للعمل فتُسميه باسم شخصيته الرئيسة غير الجذاب بالمرة؟ بالتأكيد اسم "محمد حسين" ليس جذابًا بالمرة ك"اللمبى، بوحة، كركر، تتح، بوشكاش، عوكل" وغيرها. تقول عن ذلك علا الشافعى: "اسم فيلم محمد حسين لوحده يضحك، به مفارقة عجيبة، حينما تراه تسأل: يعنى إيه محمد حسين؟ محمد سعد بالفعل غير موفق تمامًا لأنه يقول طول الوقت: (أنا.. أنا)". ماجدة موريس: الغرور أسقطه بينما تفسر ماجدة موريس سقوطه لنفس السبب "الغرور"، قائلةً: "أعتقد أن وصوله لدرجة عالية جدًا من الغرور هو سر فشل أفلامه". خسارة أخرى تزيد فداحتها عن سابقتها، وهى هروب صناع السينما من أبطال ومخرجين ومؤلفين من محمد سعد.. كانت "التحرير" قد نشرت تقريرًا فى السابق عن ذلك وهو ما أزعج محمد سعد، إلا أن هذه صارت هى الحقيقة التى نأمل أن يدركها، قليلون يعلمون اسم البطلة التى تقف أمام محمد سعد فى "محمد حسين"، كما أن مؤلفه شريف عادل يدخل عالم السينما لأول مرة، ما سبب فشلا جديدًا لمحمد سعد، حتى إنه لم يحقق فى الأيام الثلاثة لعيد الفطر سوى نحو 2 مليون جنيه، فى حين أن "كازابلانكا" تصدر بنحو 24 مليون جنيه. وتقول ماجدة موريس عن هروب صناع السينما من محمد سعد: "أتذكر جيدًا أن عمرو عرفة كان مخرجًا لأحد أفلامه الأخيرة، وحينما رآه يتدخل فى عمله ويوجه الممثلين كما لو كان هو المخرج، قرر عمرو الانسحاب واعتذر عن الفيلم". وعن ذلك تقول علا الشافعى: "رغم أن محمد سعد ينفى فإننى أصبحت مؤمنة تمامًا أنه يتدخل بالفعل فى أعماله بما يتجاوز حدوده كممثل، وذلك كان له سبب فى تغير أكثر من مخرج على فيلمه (محمد حسين)، والمخرج الذى قدم الفيلم محمد على هو واحد من أفضل الأسماء الموجودة، لذا أنا متفاجئة من أن الفيلم يحمل اسمه ورغم ذلك لم يصل إلى النجاح، وهذا تأكيد واضح أن سعد مصر على أن يُدير نفسه، بالإضافة إلى أنه لديه صعوبة كبيرة فى الخروج من عباءة (اللمبى)، وهو نفسه يرفض خلعها". تختتم ماجدة موريس حديثها ل"التحرير": "محمد سعد وصل إلى أقصى درجة من رفض الجمهور لأعماله حينما طرح له فيلم (تحت الترابيزة) عام 2016، هذا الفيلم رُفع من دور العرض منذ الأسبوع الأول لأن ماحدش دخله، وفى فيلم (محمد حسين) يتكرر الفشل، عليك أن تُعيد التفكير فى القادم".