"التحرير" تكشف كواليس زيارة أول وفد شبابي مصري رسمي يزور إثيوبيا بالتزامن مع رئاسة مصر الإتحاد الإفريقي.. وأعضاء الوفد يؤكدون: لم نشعر أننا خارج الوطن وحققنا مكاسب عديدة لم تمض أشهر قليلة على تسلم مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي رسميا، حتى بدأت الأنظار تتوجه صوب القارة السمراء، لزيادة التعاون المشترك وإذابة الجليد بين مصر ودول إفريقيا، وإعادة العلاقات إلى مكانها الطبيعي، وهو النهج الذي بدأت تسلكه العديد من الوزارات والأجهزة التنفيذية، وبدا جليا في إرسال أول وفد شبابي مصري من وزارة الشباب والرياضة لزيارة إثيوبيا تزامنا مع رئاسة مصر الاتحاد الإفريقي. "التحرير" التقت أعضاء من الوفد الشبابي المصري، الذي شارك في زيارة إثيوبيا، للتعرف على كواليس الزيارة وأهدافها وما تحقق من ورائها وانطباعاتهم عن الزيارة. يقول عبد الله الباطش رئيس الوفد المصري الرسمي لوزارة الشباب والرياضة في إثيوبيا، إن تلك الزيارة هي الأولى التي يقوم بها وفد شبابي مصري يتضمن أعضاء من وزارة الشباب والرياضة وعددا كبيرا من المهتمين بالشأن الإفريقي، مضيفا أن كل اللقاءات السابقة كانت أشبه بزيارات فردية وليست جهودا جماعية، لافتا إلى أن الزيارة يقول عبد الله الباطش رئيس الوفد المصري الرسمي لوزارة الشباب والرياضة في إثيوبيا، إن تلك الزيارة هي الأولى التي يقوم بها وفد شبابي مصري يتضمن أعضاء من وزارة الشباب والرياضة وعددا كبيرا من المهتمين بالشأن الإفريقي، مضيفا أن كل اللقاءات السابقة كانت أشبه بزيارات فردية وليست جهودا جماعية، لافتا إلى أن الزيارة حققت أهدافها المرجوة منها، وحصدت نجاحات على كل المستويات الشعبية والدبلوماسية وأيضا الشبابية، وجاءت تزامنا مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، للاحتفال بذكرى تأسيس الاتحاد الإفريقي، والعيد القومي لإثيوبيا . يكمل "الباطش"خلال حديثه ل"التحرير": استهدفت الزيارة -التي استغرقت نحو 6 أيام- التعرف على أنشطة مفوضية الاتحاد الإفريقي وأولويات المرحلة المقبلة، بالإضافة إلى تقوية أواصر التعاون والصداقة بين الشعبين المصري والإثيوبي من خلال الشباب، وزيادة احتكاك الشباب المصري بالمؤسسات الإفريقية للتعرف عن قرب على ما تقدمه تلك المؤسسات، ومعايشة طبيعة عملها على أرض الواقع وبخاصة الاتحاد الإفريقي، وإيجاد مساحة كبيرة لزيادة الترابط بين الشباب المصري والشباب الإثيوبي، وطرح الرؤى الشبابية حول القضايا الإفريقية الراهنة. لم يخف رئيس وفد الشباب والرياضة، إعجاب مسئولي الاتحاد الإفريقي بتجربة برنامج "المعايشة" الذي تنفذه الوزارة ويستهدف إطلاع الشباب المصري على آليات ما يحدث داخل الاتحاد الإفريقي وكيفية صنع القرار، مضيفا أن الوفد التقى خلال الزيارة عددا من المسئولين بمفوضية الاتحاد الإفريقي، ومنهم السفير كوارتي توماس كويسي نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، والذي أشاد بتجربة المعايشة وزيارة الوفد المصري لإثيوبيا، وقال إن نموذج المعايشة والذي بادرت به وزارة الشباب والرياضة المصرية يعد سبقا يستحق التقدير، والتي تضع على رأس أولوياتها تأهيل وتدريب الشباب، مؤكدا الرغبة الكبيرة في تكثيف التعاون بين الاتحاد ومؤسسات الدولة المصرية فيما يخدم القارة الإفريقية، وكذلك التقى الوفد مدير مكتبة الاتحاد الإفريقي وقام الوفد المصري بإهداء مكتبة الاتحاد الإفريقي كتبا بالإنجليزية والعربية والفرنسية ضمن "مبادرة تعزيز ثقافة القراءة في إفريقيا"، بالإضافة إلى مسئولي "السلم والأمن" بالاتحاد الإفريقي، وتعرف الوفد المصري على طبيعة عمل إدارة السلم والأمن وما تقوم به الإدارة على مستوى القارة الإفريقية. وبحسب "الباطش"، ضم الوفد المصري - الذي نظمته وزارة الشباب والرياضة بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية ومفوضية الاتحاد الإفريقي (مفوضية العلوم والتكنولوجيا والموارد البشرية ومفوضية الشئون السياسية) - نحو 15 شابا وفتاة، باحثين متخصصين في الشأن الإفريقي من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية المصرية، وتشمل (كلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، ومعهد دراسات حوض النيل بجامعة الفيوم، ومعهد دراسات وبحوث دول حوض النيل بجامعة أسوان، والرابطة العالمية لخريجي الأزهر "شئون الوافدين الأفارقة"، باحثين من جامعة الدول العربية، وباحثين من البرنامج الرئاسي لتدريب وتأهيل الشباب على القيادة، ومتخصصين في القانون الدولي العام، وعددا من خريجي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة وجامعة الإسكندرية). "كان الغرض الرئيسي من وراء الزيارة إجراء معايشة بمفوضية الاتحاد الإفريقي، وعدد من الحلقات النقاشية، واستعراض عدد من أنشطة الاتحاد الإفريقي على المستوى الشبابي، وعرض التجربة المصرية في مجال الشباب وبخاصة التطوع، ولقاءات مع كبار المسئولين من مختلف إدارات مفوضية الاتحاد الإفريقي"، وفقا لرئيس الوفد. واستطرد "الباطش": وجدنا حفاوة بالغة من الشعب الإثيوبي بالوفد المصري واستقبلنا الكثير من المسئولين بترحاب شديد، كما تم زيارة أغلب الأماكن في أديس أبابا بمساعدة عدد من الأصدقاء الإثيوبيين الذين زاروا مصر في فترات سابقة وكانوا برفقتنا في كل الأماكن، قائلا "لم نشعر أننا خارج وطننا على الإطلاق .. وكان الانطباع إيجابيا على كل المستويات". واستطرد: شارك الوفد أيضا مسئولو مفوضية الشئون السياسية بالاتحاد الإفريقي في ورشة عمل حول موضوع العام للاتحاد الإفريقي "اللاجئون والعائدون والمشردون داخليا، نحو حلول دائمة للتشرد القسري في إفريقيا"، ووضعوا توصيات أشاد بها مسئولو مفوضية الشئون السياسية بالاتحاد الإفريقي، كما أشادوا بالدور الذي تقدمه مصر للاجئين في مناطق النزاعات والصراعات وكونها تعد دولة لا يوجد بها معسكرات لاجئين مثل دول أخرى وتتعامل مع اللاجئين على كونهم ضيوفا داخل الدولة وليسوا عبئا عليها. وعما حققته الزيارة أيضا كان لقاؤنا مع أحمد أبو المجد أحد مسئولي الوفد المصري المشارك، والذي قال خلال حديثه ل"التحرير"، إن هناك توجها واضحا لتدعيم علاقات التعاون مع دول القارة الإفريقية وتكثيف الوجود الشبابي المصري بها في ظل رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، وزيادة احتكاك الشباب المصري بالمؤسسات الإفريقية للتعرف عن قرب على ما تقدمه تلك المؤسسات ومعايشة طبيعة عملها على أرض الواقع وبخاصة الاتحاد الإفريقي. "كنا نعلم أهمية الزيارة ولدينا رغبة حقيقية في توطيد التعاون الشبابي بين مصر وإثيوبيا وتبادل الخبرات المشتركة بين البلدين .. وزرنا أغلب الأماكن في أديس أبابا والاستقبال كان مميزا للغاية ولاحظنا وجود تعاون مثمر.. وإثيوبيا بلد جميل يتمتع بالتنوع الثقافي وهناك تطور ونمو كبير تشهده الدولة"، حسب "أبو المجد". ويضيف: أجرينا لقاءات عديدة خلال الزيارة ساهمت في تعميق وتوطيد التعاون بين البلدين، كان أبرزها زيارة جامعة أديس أبابا، والتي رحبت بالوفد المصري الذي تفقد أرجاء الجامعة وتعرف على أقسامها وتخصصاتها، وكذلك زيارة متحف الإمبراطور هيلا سيلاسي أحد الآباء المؤسسين للاتحاد الإفريقي للتعرف على التاريخ الثقافي والاجتماعي لإثيوبيا، كما التقينا العديد من الشباب الإثيوبي ممن زاروا مصر سابقا وشبابا إثيوبيين آخرين من مفوضية اتحاد الشباب الإفريقي AYUC Ethiopian chapter، وكذلك أجرينا زيارة للكولونيل ميليس تيسيما رئيس رابطة المحاربين الإثيوبيين القدامى في الحرب الكورية، والذي استقبل الوفد في المتحف الكوري ليحكي مشاركة إثيوبيا في الحرب الكورية.