استدرج عاطل وصديقاه جارهم الذي يعمل سائق توك توك إلى منطقة "أبو زعبل" في محافظة القليوبية وخنقوه ثم أجهزوا عليه بطعنات نافذة وألقوا جثته وسط أشجار التين بدافع السرقة حالة من السعادة كانت تعيشها تلك الأسرة التي تقيم في منزل بسيط في قرية تابعة لمركز قليوب في محافظة القليوبية يتلهفون مرور الأيام حتى موعد زفاف ابنتهم بعد عيد الفطر المبارك، الكل على أهبة الانتظار، استعدادات على قدم وساق في منزل أسرة العروس وكذا عش الزوجية الذي ستنتقل للعيش فيه عقب إتمام زفافها، ما بين الانتهاء من "فرش" المنقولات المنزلية ودعوة الأهل والأحباب لحضور حفل الزفاف وحصر الأشياء المفترض شراؤها إلا أن تلك الفرحة تبددت مع فعلة شقيق العروس الشنعاء. داخل مقهى بلدي قريب من منزله، جلس "م.ع.م"، 20 سنة، يفكر فيما تخبئ له الأيام لا سيما مروره بأزمة مالية قبيل زفاف شقيقته، راح ينفخ همومه عبر "الشيشة" متأملا دخانها الذي يملأ جنبات المقهى حتى توقف أمامه "توك توك" بقيادة جاره "ب.ر.ح" الذي لم يتعد ال14 من العمر، دار بينهما حوار سريع انتهى بمغادرة الأخير داخل مقهى بلدي قريب من منزله، جلس "م.ع.م"، 20 سنة، يفكر فيما تخبئ له الأيام لا سيما مروره بأزمة مالية قبيل زفاف شقيقته، راح ينفخ همومه عبر "الشيشة" متأملا دخانها الذي يملأ جنبات المقهى حتى توقف أمامه "توك توك" بقيادة جاره "ب.ر.ح" الذي لم يتعد ال14 من العمر، دار بينهما حوار سريع انتهى بمغادرة الأخير لاستئناف عمله. تعقب الشاب العشريني جاره حتى اختفى أثره والتوك توك قيادته، وسوس له الشيطان بأن الطريق ممهد للتخلص من أزماته المالية التي باتت تحاصره، تحولت الدراجة ذات الثلاث عجلات إلى هدف منشود، إذ أمسك هاتفه الجوال واتصل باثنين من أصدقائه طالبهما بسرعة الحضور لأمر مهم. توك توك حضر الصديقان ليكتمل نصاب الجلسة، يبدأ "م.ع" حديثه شارحا الأمر "إحنا عندنا طلعة هتحل كل مشاكلنا ومش هناخد وقت.. مشوار صد رد" حاول الصديقان استيعاب الكلمات التي وقعت على مسامعهما للتو لكنهما طالبا المتحدث بتفسير حديثه فأخبرهما بما يدور في رأسه واتفقوا على "ساعة الصفر" لتنفيذ مخططه الشيطاني. لم يتبق سوى القليل على عيد الفطر، أيام قليلة تفصل أسرة العروس عن حفل زفافها المنتظر، بينما يعد شقيقها العدة لإنجاز المهمة المشبوهة برفقة صديقيه. على بعد خطوات من منزله استوقف ابن ال20 ربيعا جاره، طالبه بتوصيله إلى أحد المعارض بمدينة العبور لشراء بعض مستلزمات الفرح، لم يتردد الأخير في الموافقة، تحركا صوب المكان المحدد سلفا حتى طالبه بالتوقف لحظات بمنطقة أبي زعبل حيث ينتظره اثنان من أصدقائه سيرافقانه خلال رحلته دون أن يدري بأن ثلاثتهم سيكتبون الفصل الأخير في حياته وأنه سيصبح "المشوار الأخير". مؤشرات ضبط الوقت تشير إلى الثانية عشرة مساء، بادر "ر.ح.ع"، 48 سنة بسؤال زوجته عن نجله "هو لسه مارجعش.. مش عادته يتأخر لحد دلوقتي" أخرج هاتفه من طيات ملابسه واتصل برقم ابنه لكن دون جدوى أجابته رسالة مسجلة "هذا الرقم غير موجود بالخدمة". جث خرج الأب باحثا عن نجله في الشوارع والموقف القريب من المنزل حيث اعتاد الابن التمركز فيه بدراجته النارية "توك توك" لكنه عاد صفر اليدين ليقرر إبلاغ الشرطة فتوجه إلى قسم شرطة قليوب وطلب مقابلة أحد القيادات فُسمح له بمقابلة العميد هيثم حجاج، مأمور المركز الذي طمأنه بأنهم سيبذلون قصارى جهدهم للعثور على فلذة كبده. فور تلقيه البلاغ وجه اللواء رضا طبلية، مدير أمن القليوبية، بتشكيل فريق بحث يترأسه اللواء هشام سليم، مدير المباحث، والعميد يحيى راضي، رئيس مباحث المديرية، لكشف غموض الواقعة، وتوصلت تحريات المقدم أحمد عبد المنعم، رئيس مباحث مركز قليوب، إلى أن آخر مشاهدة للطفل كانت برفقة جاره "م.ع.م"، 20 سنة، وصديقيه "ع.م.ا"، 21 سنة و".ع.ر.س"، 21 سنة، واستقلال "التوك توك" خاصته في وقت متزامن مع اختفائه. عقب تقنين الإجراءات أمكن ضبط المتهمين، واعترفوا باتفاقهم فيما بينهم على استدراج المجني عليه وسرقته، وأدلى المتهم الرئيسي باعترافات تفصيلية بقوله "كنا بندور مع أبوه على الجثة علشان ماحدش يشك فينا.. بس المباحث عرفت كل حاجة" مضيفا أنه انتهز سيرهم بمنطقة أرض التين وخنقه بشال وطعنه بسلاح أبيض "مطواه" وتخلصوا من الجثة وسط أشجار التين ثم عاوا إلى محل إقامتهم لمشاركة الأهالي رحلة البحث عن الضحية. تحرر المحضر اللازم، وأخطرت نيابة مركز قليوب، التي أمرت بحبس المتهمين الثلاثة بعدما أسندت لهم تهم القتل العمد والسرقة بالإكراه، وصرحت بدفن جثة المجني عليه، بعدما مثَّل المتهمون جريمتهم أمام النيابة والبحث الجنائي.