قررت الزوجة إراحة قلبها وعقلها من الغيرة التى تملكتها بإنهاء الزيجة برمتها وطلب الخلع من زوجها بحجة عدم اهتمامه بها وتدليلها كالأميرات مثلما يفعل مع أخته فى الرضاعة أقامت ربة منزل دعوى خلع ضد زوجها بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة، بسبب محبة زوجها لأخته فى الرضاعة وتدليله لها واهتمامه بها، فى حين أنه كان يحبها سابقًا ويرغب فى الزواج منها، حتى علم أنها أخته، وثارت خلافات طاحنة وقتها بينه وبين والدته، إذ عاتبها على إرضاع فتاة ليست ابنتها، بما جعلها محرمة عليه، وبعد أن تقبلا الوضع وباتا يتعاملان كشقيقين، رأت زوجته أن زوجها يتجاوز فى التعامل مع أخته فى الرضاعة تلك، إذ يقبل يديها وجبينها، ويعاملها كأميرة، بطريقة لا يعامل بها شقيقاته ولا هى كونها زوجته. أكدت الزوجة أن دعوى الخلع ستوفر عليها عبء البوح بمكنونات قلبها، علاوة على تمكينها من إخفاء غيرتها الطاحنة وحسرتها حيال أمر من غير اللائق الخوض فيه، إذ أنها ليست مضطرة لشرح أسباب لطلبها الخلع، باستثناء القول المعتاد فى دعاوى الخلع بخشيتها ألا تقيم حدود الله، وأنها لا تطيق العيش معه، وذلك أمام المحكمة أكدت الزوجة أن دعوى الخلع ستوفر عليها عبء البوح بمكنونات قلبها، علاوة على تمكينها من إخفاء غيرتها الطاحنة وحسرتها حيال أمر من غير اللائق الخوض فيه، إذ أنها ليست مضطرة لشرح أسباب لطلبها الخلع، باستثناء القول المعتاد فى دعاوى الخلع بخشيتها ألا تقيم حدود الله، وأنها لا تطيق العيش معه، وذلك أمام المحكمة على الأقل. وتشرح الزوجة أن زوجها له شقيقتين، وأنه تقدم للزواج منها زواجًا تقليديًا، إذ تعرفت على إحدى شقيقتيه فى عرس عائلي، وتبادلتا اللقاءات والاتصالات، وفى مناسبة لاحقة التقت بشقيق صديقتها، ومع تكرار المناسبات واللقاءات، وجدت صديقتها تخبرها برغبة شقيقها فى التقدم لخطبتها، ورحبت بالأمر إذ وجدت له قبولًا فى قلبها، وبالفعل تم الزواج خلال عام من الخطبة. خلال تلك الفترة كانت صاحبة دعوى الخلع تشعر أن خطيبها ليس مهتمًا بها إلى حد معقول يرضيها، وكان يتحجج بالعمل وتجهيز عش الزوجية، لكن حتى فى زيارته لها كانت تشعر أن شيئًا ينقصه، يجعل ذهنه مشغولًا عنها، حتى أنها صارحته بذلك، وعرضت عليه فسخ الخطبة إن لم يكن واثقًا أنها الزوجة المناسبة له، لكنه كان يؤكد لها تمسكه به، ومحبته لها بعد أشهر الخطبة العديدة، وسرعان ما يدير الحديث إلى تفوقها فى الطهي وتزيين منزل أسرتها، ويمازحها بشهادتها التعليمية قائلًا: «كلية اقتصاد منزلى.. أحسن كلية اخترعوها فى الدنيا»، وتم الزواج. وبعد الزواج بدأت زيارات الزوجة لمنزل حماتها، وخلال تواجدها رفقتهم فى إحدى المرات زارتهم جارتها ونجلتها، ووجدت زوجها ينهض ويصافح جارتهم بينما أطال مصافحة نجلتها، وتغيرت ملامحه وتصرفاته فى وجودهما، استغربت الزوجة ولم تشأ أن تلفت نظر زوجها لما لاحظته، وسألت شقيقته التى أخبرتها ألا تقلق من الأمر، إذ أنه ونجلة جارتهما إخوة فى الرضاعة، إذ كانت والدة الفتاة تعمل وتترك نجلتها رفقة والدتها، التى كانت تُرضع الصغيرة لشدة بكائها، فصارت وشقيقها إخوة فى الرضاعة. وجدت الزوجة زوجها يبالغ فى تقدير ومحبة أخته فى الرضاعة، ويدللها كثيرًا بخلاف المعتاد منه معها كزوجة ومع شقيقتيه، حتى أنه كان عكر المزاج وقت تقدم شاب لخطبة أخت الرضاعة وزواجها منه، وحينما وضعت الأخيرة مولودًا طلب منها زوجها مرافقته لزيارتها والمباركة لها على مولودها، وأبدى الزوج اهتمامًا فائقا بالزيارة، وأعد صندوقا حافلًا بالهدايا لشقيقته بالرضاعة ومولودها، وهو مالم يفعله معها ولو فى عيد ميلادها أو عيد زواجهما الأول أو حتى خلال الخطوبة. وخلال الزيارة وجدت زوجها يهم بالإمساك بيدي أخته فى الرضاعة ويقبلها، كما قام بتقبيل جبينها، وهنا ارتابت الزوجة فى الأمر، وقالت عنه: «أعلم أنها أخته، لكن لا أدري لماذا غرت منها؟ تضايقت من المشهد، لا أعلم إن كان ضيقًا من زوجي الذى لا يدللني بمثل تلك الطريقة؟، وكون الأمر غيرة كزوجة يمكن أن تغار من شقيقات زوجها أو حتى من أمه نفسها، أم أن الموقف أبسط من ذلك، كل ما أعرفه أنى وقفت عند المشهد وتضايقت منه. وأصبحت الزوجة عصبية مع زوجها، تنتظر منه تدليلًا لا يأتي، حتى باتت تفتعل المشاكل، وتعزف عن زيارة حماتها، خاصة حين تأتي شقيقته فى الرضاعة لزيارتهم، وتسبب ذلك فى مشكلات عن سبب عدم حضورها تجمع العائلة، وتحول طباعها إلى الحدة فى التعامل، وفى إحدى المرات تشاجرت مع صديقتها التى هي شقيقة زوجها، وفوجئت بالأخيرة تخبرها عن زوجها: "ياريت ماما مكانتش رضعتها كان زمانه متجوزها ومرتاح وكلنا مبسوطين". ووسط تبادل الزوجة وشقيقة زوجها التلاسن علمت منها أن زوجها كان يرغب فى الزواج من جارتهم، لكن والدته أخبرته أنها كانت ترضعها معه، فصارت أخته، وتسبب الأمر حينها فى مشكلات بين زوجها ووالدته، وحساسيات بين الطرفين، زالت بتفهم الجميع للموقف. حاولت الزوجة تقبل الأمر، على اعتبار أنه من الوارد أن يحب الإنسان أحد أشقائه أكثر من أى شخص آخر، فى العموم، وهو ما حدث مع أخت زوجها فى الرضاعة، خاصة أنهما فى نفس العمر، وكانت نشأتهما سويًا فى كل شيء. كانت صاحبة دعوى الخلع حاملًا فى ذلك الوقت، وحينما وضعت مولودها، انتظرت تدليل زوجها لها، وجلبه هدية رائعة لها كالتى أعدها لأخته، لكنه لم يجلب لها واحدة مطلقًا، وبعد تعافيها من الولادة تشاجرت معه وعاتبته، وبرر لها الموقف بأن مسئوليات المنزل وتكلفة الولادة شغلته عن فعل ذلك، وأخبرها أنه يعتبر الأمر مجرد مجاملة لأخته فى الرضاعة التى لا يزورها إلا فى مناسبات نادرة. لم تقتنع الزوجة وأخذت تندب حظها، وتستنكر على زوجها أنه حتى لم يقبل يديها أو جبينها ويحمد الله على سلامتها، بعد آلام الولادة، وذلك أمر لا يُباع ولا يُشترى كالهدية التى أشارت إليها فى بداية حديثها معه. وأقرت الزوجة أن الغيرة أكلت قلبها، وأن الشرع ينهى عن سلوكها وتفكيرها بتلك الطريقة، لكنها لم تجد علاجًا لنفسها، حتى انتهت إلى أن ما سيريح عقلها وقلبها هو التخلص من الزيجة برمتها وطلب الخلع،"فإن لم يكن لتقارب زوجها مع أخته فى الرضاعة، فليكن لعدم اهتمامه بها كزوجة وتدليلها كالأميرات مثلما يفعل مع أخته".