هل تعيش إيران ساعاتها الأخيرة قبل الهجوم الأمريكي؟

اتخذت الولايات المتحدة بعض الإجراءات العسكرية والسياسية التي تشير إلى أنها تعتزم بالفعل مواجهة طهران عسكريًا حال تعرض قواتها لأي أعمال عدائية
لم يعد ما يُدار داخل البيت الأبيض بشأن التهديدات الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط بالأمر السري، في ظل اتخاذ الولايات المتحدة بالفعل مجموعة من القرارات والأنشطة التي تشير إلى نواياها بشأن الأوضاع الملتهبة في الخليج العربي بالوقت الحالي. إرسال الولايات المتحدة تعزيزات ضخمة لقواتها الموجودة فعليًا بمنطقة الخليج العربي أشار إلى أن هناك بالفعل خططا تم وضعها لمواجهة التهديدات الإيرانية على المستوى العسكري، وليس السياسي فقط، كما عكفت واشنطن منذ الانسحاب من الاتفاق النووي في مايو من العام الماضي.
وحسب ما جاء في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن اجتماعا لكبار مساعدي الرئيس لشؤون الأمن القومي عُقد يوم الخميس الماضي، وقدم وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان خطة عسكرية مُحدثة تنص على إرسال ما يصل إلى 120 ألف جندي لمنطقة الشرق الأوسط، في حال قيام إيران بمهاجمة القوات الأمريكية أو تسريع العمل في
وحسب ما جاء في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن اجتماعا لكبار مساعدي الرئيس لشؤون الأمن القومي عُقد يوم الخميس الماضي، وقدم وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان خطة عسكرية مُحدثة تنص على إرسال ما يصل إلى 120 ألف جندي لمنطقة الشرق الأوسط، في حال قيام إيران بمهاجمة القوات الأمريكية أو تسريع العمل في مجال الأسلحة النووية.
إيران تضع خططا عسكرية لإنقاذ الحوثيين من الانهيار.. و«الأمير» كلمة السر
ووافق بعض مسؤولي الأمن القومي الأمريكي الذين عرفوا تفاصيل الخطط المحدثة، على مناقشتها مع صحيفة نيويورك تايمز بشرط عدم الكشف عن هويتهم، فيما رفض المتحدثون باسم شاناهان والجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان المشتركة التعليق على الأمر.
وأكدت الصحيفة الأمريكية أنه تم إضافة بعض التنقيحات بناءً على طلب عدد ممن وصفتهم بالمتشددين بقيادة جون بولتون، مستشار الأمن القومي لترامب، وقالوا إنهم لا يدعون إلى غزو بري لإيران، وهو الأمر الذي يتطلب المزيد من القوات.
ويعكس هذا التطور تأثير بولتون، أحد أكثر صقور الإدارة قسوة على إيران، الذي تجاهل الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش دفعه نحو المواجهة مع طهران قبل أكثر من عقد.
ومن غير المؤكد ما إذا كان ترامب، الذي سعى إلى سحب الولايات المتحدة عن أفغانستان وسوريا، سيعود مجددًا بالكثير من القوات الأمريكية إلى الشرق الأوسط، كما أنه من غير الواضح ما إذا كان الرئيس قد اطلع على عدد القوات أو غيرها من التفاصيل في الخطط.
هل تجر إيران روسيا لصدام عسكري مباشر مع أمريكا؟
وسلطت الصحيفة الأمريكية بدورها الضوء على ما يدور داخل البيت الأبيض، مشيرة إلى أن هناك انقسامات حادة في الإدارة حول كيفية الرد على إيران، في وقت تتصاعد فيه التوترات بشأن سياسة إيران النووية ونواياها في الشرق الأوسط.
وقال بعض المسؤولين الأمريكيين البارزين إن الخطط، التي بدت في مرحلتها الأولية، تُظهر مدى خطورة التهديد الإيراني، فيما رأى آخرون، ممن يحثون على حل دبلوماسي للتوترات الحالية، أن الأمر بمثابة تكتيك مخيف لتحذير إيران من أي اعتداءات جديدة.
ومن جانبهم، قال الحلفاء الأوروبيون الذين التقوا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس الإثنين، إنهم قلقون من أن التوترات بين واشنطن وطهران قد تتفاقم، وربما عن غير قصد.
وعند تعرف المستشارين على الخطط، صدموا بحجم القوة التي قد ترسلها الولايات المتحدة في المنطقة، فوفقًا للخطة يقترب عدد القوات البالغ قوامها 120 ألف جندي من حجم القوة الأمريكية التي غزت العراق عام 2003.
حادث ناقلات النفط بالخليج رسالة إيرانية لأمريكا
ورأت الصحيفة أن نشر مثل هذه القوة الجوية والبرية والبحرية القوية من شأنه أن يعطي طهران المزيد من رفاهية الاختيار بين الأهداف الأمريكية التي يمكن ضربها، مما يخاطر بتورط الولايات المتحدة في صراع طويل، يتنافى مع سياسات سنوات طويلة من تقليص أعداد الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط، بعد سحب أوباما لقواته من العراق في 2011، وهو ما يعني أن هناك استعدادات واضحة للحرب.