صانع السبح الأقدم بمنطقة قصر الشوق: اللبنانيون والسعوديون هم الأكثر إقبالا على شراء السبح المصرية، وسوريا قبل الثورة كانت من أكثر الأسواق الرائجة لنا والصناعة أخذت عمري في منطقة قصر الشوق المجاورة مباشرة لمسجد الحسين يعمل كارم السبحي، 67 عاما، في صناعة السبح منذ صغره.. خمسون عاما قضاها الرجل في صناعة السبح في ورشته الصغيرة فقد خلالها قدرا كبيرا من بصره وصحته لكنه اكتسب بعض الخبرة التي مكنته من نقل أسرار الصنعة إلى أقاربه الذين يعملون حاليا في نفس المجال. "التحرير" التقت كارم السبحي داخل ورشته بمنطقة قصر الشوق وهى المنطقة التي تحمل اسم رواية نجيب محفوظ الشهيرة. يقول كارم إن الصناعة دقيقة للغاية ورغم المنافسة الشديدة مع المنتجات الصينية فإنه لا تزال الصناعة اليدوية للسبح في مصر تحمل الكثير من المزايا النسبية. يقول كارم محمد مصطفى الشهير بكارم السبحى إن صناعة السبح تمر بنحو 12 مرحلة يتم الاستعانة فيها ببعض الماكينات البسيطة، وعبر 50 عاما مرت الصناعة بمراحل ازدهار كثيرة مع مراحل تدهور أحيانا. وحول المواد الخام التى تصنع منها السبح يؤكد أن بعض السبح كان يتم تطعيمها بالأحجار الكريمة والذهب والعاج ويكون سعرها يقول كارم محمد مصطفى الشهير بكارم السبحى إن صناعة السبح تمر بنحو 12 مرحلة يتم الاستعانة فيها ببعض الماكينات البسيطة، وعبر 50 عاما مرت الصناعة بمراحل ازدهار كثيرة مع مراحل تدهور أحيانا. وحول المواد الخام التى تصنع منها السبح يؤكد أن بعض السبح كان يتم تطعيمها بالأحجار الكريمة والذهب والعاج ويكون سعرها مرتفعا ويطلبها بعض أثرياء الخليج بينما هناك السبح الشعبية التى تبدأ ب30 جنيها وتصل إلى 3 آلاف جنيه. يضيف أيضا متفاخرا بأنه أول من عمل فى تطعيم السبح، مشيرا إلى أنهم فى السابق كانوا يعملون بمواد مثل الكهرمان والفيروز والمرجان وسن الفيل العاج الذى كان يصل الكيلو منه إلى 16 جنيها فقط، بينما الآن يصل سعر الكيلو إلى 7 آلاف جنيه وهو نادر الاستخدام نظرا لحظره، بسبب أن الفيلة أصبحت من الأنواع المهددة بالانقراض ويصل سعر السبحة سن الفيل، إلى نحو 5 آلاف جنيه. ويوضح أن هناك أنواعا كثيرة للسبح منها السبح الثلث والسبح الكاملة والسبح التركى وهناك سبح مخصصة فقط لأصحاب الطرق الصوفية وتكون 120 حبة وليس 99 مثل السبحة الكاملة. ويشير إلى أن بعض مواطنى دول جنوب شرق آسيا يعتقدون فى السبح أنها تساعد على تنشيط الدورة الدموية لافتا إلى أن الصناعة فى طريقها للانقراض فى مصر حيث يعتبرها المواطنون من الكماليات، بينما تنشط فى دول أخرى مثل لبنان والسعودية وكانت فى السابق سوريا من أنشط الأسواق التى تستورد السبح من مصر وذلك قبل الثورة هناك واشتعال الحرب على أرضها. ويوضح أن مصر تستورد الخامات الخاصة بالسبح مثل الكوك من البرازيل والمكسيك. ويعمل كارم السبحى 14 ساعة يوميا، من الساعة الثامنة صباحا حتى العاشرة مساء وبنبرة يكسوها الحزن يقول «صناعة السبح أخذت عمرى وأعطيتها أكثر ما أخذت منها وأثرت على نظرى كثيرا، فصناعة السبحة تحتاج إلى مجهود كبير جدا والزبون فى مصر لا يقدر ذلك، بينما هناك دول مثل لبنان والسعودية وتركيا تعشق السبح المصرية وهى أسواق رائجة لنا ونصدر إليها بضاعتنا». وتابع: هناك أنواع جديدة للسبح يتم طلبها وعليها إقبال ومنها سبحة بالقرفة والجنزبيل والقرفة والقهوة والنعناع وهى أنواع تصمم حسب الطلب. وألمح إلى أن منطقة قصر الشوق تشتهر بصناعة السبح وهى حى أثرى وله تاريخ وكتب عنه نجيب محفوظ، لذلك أصبحت السبح أهم ما يميز منطقة قصر الشوق. ويلتقط شقيقه الأصغر "فتحى" الذى تعلم على يديه الصناعة أن عظم الجمل أصبح بديلا عن سن الفيل حاليا فى صناعة السبح، فضلا عن اليسر الذى يتم استيراده من دول آسيوية مثل تايوان، وتعد الكهرمانات والياقوت والمرجان من أفضل الخامات التى يصنع منها السبح حاليا، لافتا إلى أنه عمل فى تصنيع السبح من مادة العاج لكن نتيجة حظر استخدامها أصبح يعمل فى مواد أخرى مثل عظم الجمل الذى يأتى من المدبح بعد معالجته. وتابع: الصناعة ليست بها استقرار ويمكن أن ترفع صاحبها اقتصاديا أو تخسف به الأرض واحنا بنعافر الآن بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام وكنا نعمل بتطعيم السبح بالفضة لكن بسبب ارتفاع الأسعار قل العمل بها، وأصبحت الصناعة تعانى من الركود وتحتاج إلى سياسة النفس الطويل. وينهى حديثه: هناك عاشقون للسبح فهناك من يطلب كتابة اسمه على السبح وهناك من يطلب تطعيمها بالذهب وهناك من يطلب سبحا بروائح معينة مثل الليمون وغيره من الروائح.